الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إن عمليات توزيع المساعدات والأغذية في شمال إثيوبيا على وشك “التوقف” وسط القتال المستمر وسفك الدماء ونقص التمويل الذي يجعل وصول المساعدات الإنسانية مستحيلاً.
فقد أدى تصاعد الاشتباكات في تيغراي إلى عدم تمكن أي قوافل مساعدات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى العاصمة الإقليمية ميكيلي منذ 14 كانون الأول.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن مخزونات الأغذية المدعمة بالتغذية لعلاج النساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية قد استنفدت الآن وسيتم توزيع آخر الحبوب والبقول والزيت من برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع.
قال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، تومسون فيري في جنيف، “بسبب القتال، فإن توزيع الغذاء في أدنى مستوياته على الإطلاق”. “أخبرني عمال الإغاثة في برنامج الأغذية العالمي أن المستودعات فارغة تماماً… ومن واقع خبرتي، هذه علامة رهيبة للغاية، تكاد لا تحدث أبداً”.
قال مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا: “نحن بحاجة إلى ضمانات فورية من جميع أطراف النزاع لممرات إنسانية آمنة، لجميع الطرق، عبر شمال إثيوبيا”.
وحذر دانفورد من أن الإمدادات الإنسانية لا تتدفق بالسرعة والحجم المطلوبين، ما يعني أن الوكالة وصلت فقط إلى 20 في المئة ممن أرادت الوصول إليهم في جولة التوزيع الأخيرة في تيغراي حيث قال: “نحن على حافة كارثة إنسانية”.
يأتي هذا التطور في أعقاب العديد من الضربات الجوية في تيغراي منذ بداية العام، والتي قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنها قتلت ما لا يقل عن 108 مدنيين منذ بداية العام، وأصابت 75 آخرين، بزعم أنه نتيجة عمليات القوات الجوية الإثيوبية.
وأصدرت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان تحذيراً في جنيف، حيث أدانت “تقارير متعددة ومقلقة للغاية” عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، والضربة الأكثر دموية حتى الآن كانت على مخيم ديدبيت يوم الاثنين 7 كانون الثاني، ما أدى إلى مقتل 59 شخصاً على الأقل وإصابة 30 آخرين، وهو ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقول إنه “يشعر بحزن عميق”.
يجب على أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الممكنة للتحقق من أن الأهداف هي بالفعل أهداف عسكرية وتعليق الهجوم إذا اتضح أن الهدف ليس عسكرياً، وقد يرقى عدم احترام مبادئ التمييز والتناسب إلى جرائم حرب.
بعد مرور أكثر من عام على النزاع في شمال إثيوبيا، يحتاج ما يقدر بنحو 9.4 ملايين شخص إلى مساعدات غذائية إنسانية، وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إن هذا يمثل زيادة قدرها 2.7 مليون عن أربعة أشهر، وهو “أعلى رقم حتى الآن.
وتخطط وكالة الأمم المتحدة للوصول إلى 2.1 مليون شخص بالمساعدات الغذائية في تيغراي، إلى جانب 650 ألفاً في منطقة أمهرة المجاورة و 534 ألفاً في منطقة عفار.
وقد حذر برنامج الأغذية العالمي أيضاً من أنه من المحتمل في الشهر المقبل أن تنفد إمدادات الغذاء للملايين “في جميع أنحاء إثيوبيا”، بسبب النقص غير المسبوق في التمويل.
وتدعو إلى مبلغ إضافي قدره 337 مليون دولار لتقديم استجابتها للمساعدات الغذائية الطارئة في شمال إثيوبيا و 170 مليون دولار للوصول إلى المتضررين من الجفاف الشديد في المنطقة الصومالية خلال الأشهر الستة المقبلة.
وفي وقت لاحق غرد الأمين العام للأمم المتحدة على تويتر يناشد الأطراف المتحاربة بوقف القتال بجميع أشكاله وأضاف: يجب على جميع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية أن يتلقوها في أسرع وقت ممكن فقد حان الوقت لبدء الحوار والمصالحة.
المصدر: Eurasia Review