هجوم إرهابيي داعش على سجن الثانوية الصناعية بحي غويران في الحسكة، هو مؤشر واضح على نية إدارة بايدن بالعمل على إعادة هيكلة هذا التنظيم الإرهابي وإعادته إلى الواجهة مجدداً، فهذا التنظيم لا يتحرك إلا وفق أوامر تصدر عن ضباط من قوات الاحتلال الأميركي يشرفون على سير عمليات هذا التنظيم، ويسترشدون بخطط مدروسة تضعها دوائر الاستخبارات الأميركية، للاستفادة من تبعات نتائج الأعمال الإرهابية للتنظيم، فالسجن يقع تحت إشراف مباشر من قبل قوات الاحتلال الأميركي، وذراعها الإرهابي (قسد)، ولا يمكن لمجموعة إرهابية أن تقتحم السجن من دون تسهيلات، أو مشاركة فعلية من قبل المشرفين على إدارة السجن.
بالنظر إلى تداعيات الهجوم، فقد أدى إلى فرار المئات من إرهابيي التنظيم، وكلهم من الجنسيات الأجنبية، وأدى أيضاً إلى نزوح آلاف الأهالي من حيي غويران والزهور، بالإضافة إلى تدمير مبنى المعهد التقني في مدينة الحسكة بشكل كامل، من قبل طيران الاحتلال الأميركي، كذلك فرضت ميليشيا (قسد) حظراً كلياً على مدينة الحسكة ومنعت الدخول والخروج منها وإليها، وكل ذلك أهداف مباشرة سعت إدارة بايدن لتحقيقها من خلال هجوم إرهابيي داعش على السجن.
مروحيات الاحتلال الأميركي لم تتوقف عن عمليات نقل إرهابيي داعش من سجون الحسكة، إلى جبهات ميدانية، وفي البادية السورية على وجه الخصوص، لمهاجمة مواقع الجيش العربي السوري، وبمثل هذا الهجوم المزعوم، تسرّع قوات الاحتلال من عملية إطلاق سراح أولئك الإرهابيين لزجهم في معارك أخرى يتم التحضير والإعداد لها، وبفرار آلاف الأهالي تتمكن ميليشيا (قسد) من إحلال الموالين لمشروعها الانفصالي مكان الأهالي الفارين، بعد الاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم، وبفرضها حظراً كلياً على مدينة الحسكة، فإنها تعرقل بذلك جهود الدولة السورية من إتمام عمليات المصالحة، وتمنع الأهالي من الانضمام إلى عمليات التسوية الشاملة، فيما تدمير المعهد التقني هو استكمال لعمليات التدمير الممنهج للبنى التحتية والتعليمية التي دأبت عليه قوات الاحتلال الأميركي وذراعها الإرهابي (قسد)، بقصد تدمير منجزات السوريين على مدار العقود الماضية.
قوات الاحتلال الأميركي، لم تعمل بشكل جاد حتى اليوم، على ترحيل إرهابيي داعش من سجونهم المزعومة في الحسكة إلى دولهم الأصلية، ولم تقدم على محاكمتهم، وهذا دليل إضافي على أنهم مجرد أدوات إرهابية توظفهم الولايات المتحدة وفق ما تقتضيه مصلحة كل مرحلة، وهي تعمد اليوم لحمايتهم، كي يبقوا ذريعة دائمة لإطالة أمد وجودها الاحتلالي من جهة، ولعرقلة جهود الجيش العربي السوري في استكمال حربه على الإرهاب من جهة ثانية، لأن اجتثاث هذا الإرهاب يعني القضاء على المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة.
نبض الحدث بقلم أمين التحرير ناصر منذر