الثورة – عبير محمد:
في آذار القادم من سنة ٢٠٢٢ سيتم أطفالنا عامهم الثاني من تجربتهم المريرة مع معايشتهم لوباء الكورونا ومتحولاته. وبنظرة عميقة نجد أن هذا الوباء طبع حياة أطفالنا بطابع العزلة وعدم الاقتراب من الناس لأننا حاولنا جاهدين تطبيق الاحترازات الطبية الصارمة لمنع انتشار الفيروس، انهما سنتان من الانقطاع عن التواصل الحميمي مع العائلات وخاصة مع الأجداد والجدات والعمات والخالات، ومازالنا نطبق تلك القواعد لغاية الآن ولعل أكثر ما نخشاه انقطاع صلة الرحم بين أفراد العائلة الواحدة.
*مستقبل صلة الرحم
بعد زوال حالة العزل الاجتماعي الذي لا نعرف له موعدا” محددا” ، هل سيتوجب علينا حينها دمج أطفالنا ضمن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية، وكيف سنشرح لهم حينها على ضرورة التواصل الاجتماعي وعلى ضرورة صلة الرحم واعتبارها جزءا أساسيا من عاداتنا وتقاليدنا، كيف سنعلم أطفالنا تقبل الآخر.
هل ستعود عادة سماع الأطفال لحكايات الجدات، أم أن تلك العادة ستصبح من الماضي.
وهل ستختفي عادة الولائم ؟ هي عادات كثيرة وتقاليد اجتماعية مهمة مهددة في الاندثار من حياة جيل بأكمله.
ولتنمية وتفعيل التواصل الأسري
لا يمكننا هنا العيش فرادى، فالإنسان مخلوق اجتماعي بالفطرة، وأن التواصل الاجتماعي يخلق جوا من الترابط الروحي والعضوي بين جميع أفراد العائلة الواحدة، ويكرس حالة تواصل دائمة ومنفتحة وتفاهم متبادل في العائلة الواحدة المترابطة مما يضفي جوا من الشعور بالأمان ويعزز الثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة، فعلى الأهل العمل على تفعيل حالة التواصل العائلي وتنمية الشعور لدى أطفالهم بضرورة الانتماء للأسرة والعائلة لما له من إيجابيات تساعد الطفل على تنمية عواطفه الإيجابية تجاه الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه، وتساهم مساهمة بناءة في خلق جو من الألفة والمحبة والتعاون فيما بينهم والدخول في نقاشات وتعليمهم اتخاذ مبادرات فعالة لإيجاد حلول لمشاكل ربما تنشىء وتعطي ما يفيد.
إن مشاركة الطفل الاجتماعية في مناقشة المشاكل وابتكار الحلول يمهد لتأسيس علاقة اجتماعية متطورة وتكرس لدى الطفل مفهوم التبادل الفكري والإبداعي مع الآخر.
الشعور بالدفء والأمان
إن مشاركة الأسرة مع بعضها في اتخاذ القرارات يخلق للجميع مناخا عائليا هادئا يشعرهم بالأمان والسعادة ويساعدهم على الحفاظ على الرابط العائلي المقدس، ويساهم في رفع معنويات الأطفال ويؤكد لهم بأنهم أعضاء مهمون بالعائلة.
إنٌ مشاركة الأطفال بمناقشات حول قضايا يومية يعيشونها تدعم فكرة إنشاء علاقات اجتماعية متوازنة ما يؤسس لصداقات تمتد حتى بعد المدرسة،
وهنا لابد لنا من إيجاد الوقت الكافي للزيارات العائلية ، والتي لا يجب أن تقتصر على أيام الأعياد أو المناسبات الاجتماعية ،بل علينا بالزيارات المتكررة المعتادة ..والاستقبالات والمناسبات الحميمية والسفر والتنزه معا.