وكالات – الثورة – حرر التقرير الإخباري راغب العطيه
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن نظام العلاقات الدولية يمر حاليا بتغيرات سلبية خطيرة، محملا الغرب المسؤولية عن السعي إلى كسب تفوق أحادي الجانب على حساب الآخرين.
ونقلت “روسيا اليوم” عن لافروف قوله في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء أمام مجلس الدوما الروسي: “هناك تغيرات جذرية على الصعيد الدولي، وهي ليست إيجابية تماما على أقل تقدير. يمر النظام بأكمله باضطرابات”.
وأشار الوزير إلى أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحاول “مواجهة النزعات التاريخية الموضوعية وكسب تفوق أحادي الجانب دون مراعاة المصالح المشروعة للدول الأخرى إطلاقا”، مضيفا أن دول الغرب “لا تزال غير مستعدة للقبول بحقيقة العالم متعدد الأقطاب الذي ينشأ حاليا ويجب أن يكون أكثر عدلا وديمقراطية من نموذج العالم المبني على هيمنة دولة واحدة”.
وقال لافروف إن الغرب يحاول أن يفرض على المجتمع الدولي رؤية خاصة به للحياة الدولية تحت شعار “ضرورة إقامة واحترام نظام مبني على القواعد”، لافتا إلى أن هذه النظرية تقضي بحق الغرب في “وضع قواعد في مختلف المجالات مع التجاهل التام لمبدأ تعددية الأطراف في العالم المتمثل في الأمم المتحدة، ما يقوض القانون الدولي..”
وذكر الوزير أن الغرب يحاول ما يصفه “معاقبة” الدول التي تنتهج سياسات مستقلة مختلفة عن نهجه، بالدرجة الأولى روسيا والصين، وذلك باستغلال “آليات غير لائقة” منها عقوبات مختلفة و”الشيطنة في الفضاء الإعلامي” واستفزازات مدبرة من قبل أجهزة استخباراتية.
وشدد لافروف على أن العالم لم يعد يتمحور على أمريكا منذ وقت طويل ولن يعود أبدا إلى نموذج أحادي القطب، مضيفا أن الأغلبية الساحقة من الدول اليوم تشارك روسيا مواقفها المبدئية الرافضة للإملاءات الإيديولوجية الغربية.
وتابع: “البشرية نضجت، وينخفض باستمرار عدد الراغبين في التضحية بمصالحهم القومية الجذرية وجلب الكستناء من النار إلى الزملاء الكبار في واشنطن وبروكسل”.
وشدد لافروف على أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تصرفات الغرب إزاءها، مؤكدا أن أمن روسيا ومواطنيها لا يزال أولوية مطلقة.
وأكد لافروف أنّ “موسكو ستتخذ تدابير للرد إذا تجاهل الغرب المطالب الروسية بشأن الضمانات الأمنية مع واشنطن”، مشيرا إلى أن واشنطن تدفع كييف إلى استفزازات مباشرة ضد روسيا”، واعتبر أنّ “واشنطن وحلفاؤها في أوروبا يضاعفون الجهود لاحتواء روسيا”.
وشدد لافروف على أنّ “موسكو لن تسمح بالمماطلة إلى ما لا نهاية في النقاشات، بشأن مقترحات الضمانات الأمنية”، مؤكداً أنّ “أمن روسيا سيُضمن دون أدنى شك في كل الظروف”.
وكان لافروف أكد قبيل لقائه مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن يوم الجمعة أنّ “العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة باتت أمام “نقطة حرجة وخطرة”، وهذا ما “يؤكد الحاجة الماسة إلى حوار موضوعي وخطوات جادة من قبل الأميركيين وحلفائهم”.