حالة الارتياح والإيجابية التي سادت الشارع السوري بعد قرار الحكومة السريع لا المتسرع بتعطيل المدارس والدوائر الحكومية، لتجاوز مشكلة كان يمكن أن تواجه الناس في حال الالتزام بالدوام بأجواء قاسية وباردة غير مسبوقة، ومنه توفر هذا الاستهلاك من الكهرباء والوقود بتحويله كما قيل لصالح التغذية للمنازل.
ولكن ولأننا اعتدنا عدم اكتمال الفرحة، وقيام الجهات التنفيذية بايصالنا لنصف البير وقطع الحبل بنا كما يقال، فإن وضع الكهرباء كان بأسوأ حالاته خلال موجة البرد وفي مختلف المحافظات السورية، التي لم يتجاوز التغذية اليومية في بعضها الساعتين، وما تم توفيره من قرار العطلة على قلته أتى عليه التزام غالبية الوزراء ومعاونيهم والمديرين العامين والمركزيين بالدوام وحاجاتهم للتنقل واستهلاك الكهرباء وغيرها من خدمات ذهبت بجدوى القرار الإيجابي والمطلوب للناحية السلبية التي أفقدته هدفه الأهم.
على كل بغض النظر عن الحالة السابقة وأهميتها رغم ما اعتراها من خلل في التنفيذ ما يجب التوقف عنده لا بل والتركيز عليه ليكون سياسة عمل في أداء وعمل الحكومة ككل في التعاطي مع مختلف الملفات والقضايا الاقتصادية المعيشية والخدمية من خلال التحضير المسبق لجملة من الحلول والخيارات ليصار لتبني المناسب منها عند حدوث أزمة أو أي طارئ بهذا القطاع أو ذاك بما يساهم في التخفيف من الأضرار الناجمة عن التأخير والتراخي في اتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب من الوزارات أو الجهات أو المؤسسات المعنية به، بحيث تتكاتف الجهود والإمكانات والكوادر الخبيرة وتتوجه مع المتابعة المستمرة من الحكومة لمعالجة أي أزمة.
ولعل ما حصل مؤخراً في التنفيذ السريع للمسؤولين لتوجيه عالي المستوى لإيجاد حل ناجح لمعضلة تسويق موسم الحمضيات أقله الموسم الحالي للتخفيف من الآثار الكارثية على المزارعين “بحال لا سمح الله” بقيت أرزاقهم على الشجر، والأرض خير شاهد على افتقاد غالبية أصحاب القرار للمبادرات الاستباقية والخطط البديلة التي يفترض أن توجد على طاولة اجتماعاتهم اليومية لاعتماد الأنسب منها فإن فشلت الخطة أ نتوجه للخطة ب وهكذا بدلا من الدوران بحلقة مفرغة دون اتخاذ قرار صحيح وانتظار تدخل القيادة في صلاحيات ومهام هي في صميم عمل السلطة التنفيذية وعدم اضطلاعها بمسؤولية وجدية بالقيام بهذه المهام لا يمكن أن يوضع إلا في خانة التقصير.
علينا التغلب على كل المعوقات و تجاوزها فلا مستحيل مع وجود الأفكار والحلول والأهم كوادر وطنية تذخر بها مختلف وزاراتنا وشركاتنا ومؤسساتنا العامة حاضرة بأيديها وعقولها المبدعة لحل العديد من المشاكل خاصة على الصعيد الفني.
لماذا؟ سؤال يوجه للجهات التنفيذية ويدور في أذهان المواطنين ويشمل مختلف الملفات والقضايا التي عانوا ولا يزالون من تبعاتها السلبية ما الذي يمنعكم فعلا عن اتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب؟.
الكنز- هناء ديب