الثورة – حلب – حسن العجيلي:
الأسرة أساس صناعة الإنسان وبناء العمران وإصلاح المجتمع والسّعي إلى الحفاظ عليه وصيانته من كلّ الآفات وجميع الأخطار يبدأ من الأسرة المستقرّة والحفاظ عليها ومن هنا كانت فكرة مبادرة ” الصلح خير ” التي أطلقها فرع حلب لنقابة المحامين والتي تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية للنقابة كما أوضح ” للثورة ” المحامي نجدت عفش رئيس فرع حلب لنقابة المحامين ، مؤكداً على أهمية التوعية المجتمعية والقيام بدور اجتماعي فاعل للحفاظ على الأسرة التي تعتبر حجر الأساس لبناء وطن سليم معافى وهو ما يقوم به فرع النقابة عبر محامين تلقوا تدريبات ومهارات قانونية وشرعية وتربوية واجتماعية بالتعاون مع مجموعة من الخبراء بمختلف الاختصاصات ليقوموا بإجراء المصالحات بين الزوجين المتخاصمين خاصة وأن معظم الخلافات الزوجية وبنسبة لا تقل عن 70% تكون لأسباب غير عميقة ، منوهاً إلى أن المبادرة نواة لمبادرات اجتماعية ستقوم بها النقابة إلا أنها كانت الأولوية نظراً لأهمية الحفاظ على الأسرة.
توعية قانونية واجتماعية
المحامي خليل العجيلي مدير المبادرة أكد أن جوهر الفكرة التي تقوم عليها المبادرة هي الإصلاح بين الأزواج المتخاصمين وتأهيل الفئات المقبلة على الزواج وتوعيتهم اجتماعياً وقانونياً وصحياً إضافة إلى تقديم استشارات أسرية اجتماعية وتحديات التواصل داخل الأسرة بين الأزواج والتواصل مع الأولاد في الأسرة وذلك بمساعدة اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين .
وبيّن المحامي العجيلي أن الشق الأول للمبادرة القائم على الإصلاح بين الأزواج المتخاصمين يكون بتخفيف التوتر بينهم والعمل على توعيتهم ومساعدتهم على حل المشاكل التي تعترض الحياة الزوجية والتي تؤدي بدورها إلى الانفصال انطلاقاً من مبدأ أن الحفاظ على الحياة الزوجية يعني الحفاظ على الأسرة وثمارها المتمثلة بالأطفال ، مضيفاً أن الشق الثاني لا يقل أهمية عن الأول ويتمثل بإقامة دورات تأهيل للفئات المقبلة على الزواج، وفق برنامج توعية اجتماعية وقانونية وبكوادر مختصة ومؤهلة، حيث يستهدف البرنامج التدريبي المقبلين على الزواج من الجنسين ويهتم بتنمية مهاراتهم ومعارفهم في الجوانب المختلفة كالجانب الشرعي والقانوني والاقتصادي والنفسي والاجتماعي والصحي ، عن طريق غرس المفاهيم والأسس السليمة لبدء الحياة الزوجية وتنمية مهارات ومعارف واتجاهات المشاركين في جلسات الحوار عن العلاقة الزوجية بما يحقق لهم السعادة والاستقرار والحفاظ على ديمومة الزواج وتماسك الأسرة وتخفيض نسب الطلاق ، مشيراً إلى أن البرنامج يستهدف الشباب والشابات المقبلين على الزواج والأزواج المتخاصمين إضافة للأزواج والزوجات الذين يحتاجون المشورة لتخطي الخلافات أو التوتر الذي يعترض العلاقة الزوجية بمختلف مراحلها .
مراعاة البيئة الاجتماعية
وتشير المدرّبة مقصودة جاويش – مرشدة نفسية ومحاضرة في كلية التربية – إلى أن برامج التأهيل يتضمن محاور عدة هامة منها معايير اختيار الشريك والتعامل الاقتصادي والتعامل التربوي مع الأطفال وما يتناسب مع الشخص ومعرفة ذاته وكينونته للاقتران مع الشريك أولا إضافة إلى تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عبر الحوار والمناقشة وتشكيل وعي لدى الأفراد للتعامل مع المشاكل الطارئة ، منوهة إلى أن البرنامج راعى البيئة المجتمعية وثقافته وإيجاد التوازن لدى أبناء المجتمع للحفاظ على علاقاتهم الزوجية وبالتالي الأسرة السليمة .
نقطة بداية لبناء أسرة متماسكة
ويؤكد المدرّب زياد طرابلسي أخصائي اجتماعي على أن جلسات تأهيل المقبلين على الزواج مشروع هام ويطبّق لأول مرة في حلب بشكل رسمي ، مضيفاً بأن البرنامج تم إعداده من أخصائيين تربويين واجتماعيين ونفسيين وتم تجربته على عينة تجريبية وفيه عدة محاور بدءاً من معرفة الذات وسبر دوافع الزواج وانتقال للتعامل مع المشاكل الزوجية التي لابد أن تنشأ ضمن العلاقة الزوجية وكيفية التعامل معها وإدارتها وكيفية بناء منزل تشاركي يكون الطرفان فاعلان فيه ، مشيراً إلى أن البرنامج مهم جداً للحفاظ على الأسرة وبنائها بشكل صحيح وبالتالي الحفاظ على المجتمع مؤكداً أن تكون مثل هذه الدورات نقطة بداية لبناء أسرة متفاهمة ومتماسكة .
وعن أساب الالتحاق بهذه المبادرة تقول سدرة وهي إحدى المستفيدات من المبادرة : أنا مخطوبة وبعد فترة سأتزوج وأردت معرفة طريقة التعامل مع الزوج وكيفية بناء أسرة والحفاظ على العلاقة الزوجية وتجاوز الخلافات التي تنشأ ضمن أي أسرة .
ويوافقها الرأي محمد قائلاً: في مرحلة ما أنا مقبل على الزواج ولا بد من الاستعداد لهذه المرحلة الهامة من حياة الإنسان وأن يهيئ لها نفسه وذلك بالاستفادة من خبرات المستشارين ، منوهاً إلى أهمية هذه المبادرة وتشجيعها لوقاية المجتمع من التفكك الأسري .
تصوير – خالد صابوني