الثورة – ترجمة ختام أحمد:
قبل عام، تولى الرئيس جو بايدن منصبه واعدًا باستعادة التحالفات العالمية، ووضع حقوق الإنسان في قلب سياسته الخارجية وتفكيك إرث سلفه “أمريكا أولاً”. وسرعان ما ألغى بايدن الحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على السفر من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وانتقل للانضمام إلى منظمة الصحة العالمية واتفاقات المناخ في باريس.
لكن هل نفذ بايدن كل تعهداته الانتخابية للشرق الأوسط؟.
أولا: في الاتفاق النووي الإيراني كان بايدن يزعم العودة بسرعة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 كنقطة انطلاق للمفاوضات قبل صياغة اتفاقية “أطول وأقوى” من شأنها معالجة القضايا غير النووية، لكن التوقعات بعودة سريعة تلاشت، وسعت إدارة بايدن إلى تخفيف التوقعات، محذرة من أن هناك خيارات أخرى في حال فشلت الدبلوماسية في فيينا في التوصل إلى اتفاق، وخلف الكواليس، أفادت تقارير أن المسؤولين الأمريكيين طرحوا إمكانية إبرام اتفاق مؤقت مع طهران من شأنه أن يوفر تخفيفًا محدودًا للعقوبات.
ثانياً: في حرب اليمن وإنهاء تورط الولايات المتحدة، قال بايدن في برنامجه الانتخابي “أود أن أنهي دعم الولايات المتحدة للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن والتي كانت بدعم وتحريض من سلفه ترامب، ووضعها على قائمة مهام السياسة الخارجية له.
وفي أول شهر له في منصبه، عيّن بايدن تيموثي ليندركينغ مبعوثًا خاصًا لليمن وألغى تصنيف إدارة ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية بعد ضغوط من جماعات الإغاثة التي قالت إن إدراجهم في القائمة السوداء عقد عملهم، وتماشياً مع وعد الحملة، أعلن بايدن أيضًا أنه سينهي الدعم الأمريكي “للعمليات الهجومية” للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.. لكن الأسئلة لا تزال قائمة حول ما الذي يشكل الدعم “الهجومي” مقابل “الدفاعي” للسعودية، التي أدت حملتها على اليمن إلى مقتل الكثير من المدنيين اليمنيين.
في كانون الأول، أخفقت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في منع بيع صواريخ جو – جو بقيمة 650 مليون دولار للسعودية.
ثالثاً: في فلسطين قال بايدن إنه سوف يعيد المشاركة الموثوقة لطرفي النزاع، بالإضافة إلى الدعم المالي للسلطة الفلسطينية في رام الله تماشياً مع تعهدات حملته الانتخابية، استأنف بايدن العلاقات مع رام الله التي قطعت في عهد ترامب، وأكد دعمه لحل الدولتين وأعاد التمويل الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين التي تعاني ضائقة مالية.
لكن معارضة “إسرائيل” منعت إدارة بايدن من إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، التي كانت بمثابة سفارة أمريكية فعلية للفلسطينيين قبل إغلاقها من قبل الإدارة السابقة.. وبحسب ما ورد، فإن السياسات والتشريعات المحلية التي وقعها ترامب في عام 2019 منعت بايدن من الوفاء بوعده بإعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
بقلم: إليزابيث هاجدورن
المصدر: al-monitor