لطالما كانت الثقافة جسراً هاماً ونافذة منفتحة على العالم، وربما عبورها خارج إطار الوطن الواحد يعد نهجا قديماً تداوله الأقدمون عبر البعثات الفكرية والثقافية والتعليمية تارة، وتارة أخرى عبر الترجمة ونقل تجارب الآخرين في ألوان العلوم كافة.
واليوم ونحن نشهد هذا التطور الواسع في عالمي التكنولوجيا والعلاقات الدولية، في كون أصبح قرية صغيرة وعلى مرمى العين، كان لابد من نشاطات واتفاقات ومذكرات تفاهم تعيد للعلاقات مع بعض الدول التي تربطنا بها أواصر ثقافات متشابهة وأهداف متقاربة ومشاريع مستقبلية يمكن أن تعود على الجانبين بالفائدة الكبيرة في تعزيز سبل تبادل الخبرات، بين الباحثين والنقاد والمؤلفين.
وقد شهدت الساحة الثقافية في الآونة الأخيرة حراكاً لافتاً عبر مؤسساتها العديدة، تجلت في المشاركات الدولية سواء على صعيد المعارض والمهرجانات والعروض الموسيقية، وفي مذكرات التفاهم التي عقدت بين وزارة الثقافة وبعض الدول التي تجمعنا معها أهداف مشتركة، لتسويق المنتج السوري إقليمياً وعالمياً، والارتقاء بالعلاقات الثقافية بين سورية والدول الأخرى.
ولم يكن اتحاد الكتاب العرب بعيداً في مراميه عن هذا الهدف، فقد شهد في دورته الأخيرة عقد الكثير من مذكرات التفاهم والتعاون، سعياً منه وإيماناً بأهمية دور المثقف في تقديم طروحات فكرية لمواجهة الإرهاب والعدوان الخارجي على سورية، وليس آخرها اللقاء مع وفد كوريا الديمقراطية، لتطوير العلاقات بين البلدين والانفتاح على نتاجات المبدعين والأدباء الكوريين والتعرف على ما قدموه في الأجناس الثقافية كافة.
لا شك هذه الدبلوماسية الثقافية تعزز مكانة البلاد وتفاعلها مع العالم، وتعيد بناء الجسور بين الشعوب من خلال تبادل التجارب الإبداعية واكتشاف التنوع الثقافي والتفاعل الحضاري.
ويسجل لسورية حضورها الكبير في احتضانها للكثير من الفعاليات العالمية في فنون الثقافة كافة” معارض الكتب، مهرجانات سينمائية، عروض موسيقية ..” وغيرها الكثير، وعلى الجانب الآخر حضور سورية الثقافي الفاعل في المحافل الدولية، والنجاحات التي يحققها السوريون والجوائز التي يحصدونها في مشاركاتهم في غير فن من الفنون الثقافية.
رؤية – فاتن أحمد دعبول