الثورة : نيفين أحمد:
تتواجد في بلدنا الحبيب نباتات برية لها أهميتها الاقتصادية والبيئية بعضها تنفرد فيه سورية ومنها انتشرت إلى مختلف مناطق العالم حاملةً معها اسم “سورية” أينما حلت ،حيث تعتبر الأعشاب البرية الطبيعية كنزاً طبيعياً ،حيث امتهن العديد من الأشخاص البحث عنها وجمعها وتحضيرها بطرق بسيطة للاستفادة منها طبيا ومادياً. و هناك مجموعة نادرة وفريدة من الأزهار تتطلب الاهتمام بهذه الأعشاب لطالما أصبحت ضرورة بعد ارتفاع أسعار الأدوية الطبية حيث اتجه العديد للتداوي بالأعشاب كما كان أجدادنا قديماً لما لها من فائدة طبية كما ذكرنا ومادية من ناحية تخفيف العلاج “كما يقول البعض .
تقول المهندسة الزراعية جوليا خضور إن طبيعة مناخ معظم المناطق في العديد من المحافظات وخصوصا مدينة مصياف منحها تنوعاً بيئياً انعكس في تشكيلة غنية من النباتات العشبية البرية والتي تتمتع بفوائد طبية والتي ساعدتها طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة وبعدها عن التلوث الصناعي بالبقاء والتكاثر مشيرة إلى أن من أهم هذه الأنواع وأندرها في سورية هي “الشوح والسوسن والزعتر السوري والبصل البري واللبينة”وغيرها .
ولفتت الصيدلانية لارا عبودي إلى أن معظم نساء المناطق الجبلية في المحافظات يزودن سوق الأعشاب الطبية بمجموعة فريدة من النبات التي تستخدم أغلبها في معالجات طبية كالعيصلان والذي تحتوي أبصاله وبذوره على الانتراكينون ومواد أخرى تستخدم ضد التقرحات الخارجية في الجلد وهناك عشبة الشنان التي تحتوي على الأنابازين التي تستخدم كمنشط للجهاز التنفسي أما نبات الشيح العشبي الأبيض فهو يفيد في طرد الديدان كما يستخدم في علاج آلام المعدة وتخفيض نسبة السكر في حين إن مغلي أوراق عشبة السوسن تفيد في علاج الربو والتهاب القصبات و السعال الديكي وفي علاج الروماتيزم و التسمم وفي صناعة العطور.
ونوهت إلى أنٌ البصل البري الذي يستخدم بعد تقطيعه ووضعه بشكل كمادات لمعالجة أمراض مختلفة فقد يوضع فوق الصدر لمعالجة السعال الديكي وعلى الظهر لمعالجة التهاب الرئة والتهاب اللوزتين أو بحة الصوت .
وأضافت عبودي إلى أن هناك خليطا متنوعا من النباتات أظهرت بعض الأبحاث فعاليتها في علاج بعض أنواع الأمراض كما أن بعض الأعشاب منها اللبلاب والزعتر البري تستخدم لتصنيع أدوية السعال و التهاب القصبات عند الأطفال إلى جانب فوائدها في المحافظة على نسبة السكر المناسبة وخفض نسبة الكوليسترول.
ويعتبر الزعتر السوري هو من أفضل هذه الأعشاب الذي يستخدم مغلي أوراقه لقتل الجراثيم و السموم بالجسم .
وتؤكد وفاء محمد وهي سيدة في الـ 68 من عمرها وتعمل في جمع الأعشاب البرية أن العمل في هذا المجال ليس بسيطاً كونه يتطلب جهداً كبيراً باعتبار أغلب هذه الأعشاب تنمو في مناطق وعرة.
كما أن الحصول عليها ومعرفة الأنواع المفيدة منها يحتاج إلى قواعد محددة يجب التقيد بها.
ومنها ضرورة أن تكون النبتة برية مع معرفة مسبقة للأجزاء التي يمكن الاستفادة منها والوقت المطلوب لعملية القطف والجمع دون شوائب والتجفيف الجيد وحمايتها من الآفات الحشرية التي قد تتعرض لها في مرحلة ما بعد القطاف .
وتضيف السيدة وفاء: من خلال عملي بقطف الأعشاب صار لدي فكرة وخبرة في هذا المجال، فلكل جزء من الأجزاء التي تتألف منها العشبة أزهار وأوراق وقشور وجذور وأبصال وثمار ولكل جزء طريقة فمثلاً عند قطف الأزهار يجب أن تجمع مع بدء تفتحها صباحاً وتوضع في سلة يتخللها الهواء دون أي ضغط لأن هذا يعرضها للتخمر وفقدان فوائدها،أما جمع الأوراق فيكون بعد الظهر حيث تكون قد تشبعت من أشعة الشمس في حين يمكن أن تجمع الجذور والأبصال عند جفاف العشبة لأنها تكون مخزنا للمواد المفيدة، فضلاً عن أنه يمكن جمع القشور مع بداية فصل الصيف من أجل سهولة التقشير والتجفيف.
أما جمع الثمار و البذور فيتم بعد أن يكتمل حجمها ولا تحتاج الثمار للغسيل وإنما تنقى من الشوائب المختلطة معها ونوهت إلى أن التجفيف غير الكافي يؤدي إلى انتشار الفطور والبكتيريا في العشبة وبالتالي تضررها كما أنه لا يجوز غسل أي جزء من أجزاء العشبة بل يتوجب تركها في الظل لفترة ثم تعرض فيما بعد للشمس أو الهواء في أماكن مخصصة.