أن يتم منع طلاب فرع جامعة الفرات بالحسكة من الدخول إلى الكليات لتقديم امتحاناتهم ، ثم يتم مصادرة مفاتيح الكليات وصولاً إلى إغلاقها بعد أعمال التدمير التي طالت بعض الأبنية الجامعية .. فتلك مؤشرات ودلائل واضحة ومكشوفة على خطورة الانتهاكات وتهديد مستقبل آلاف الطلاب في محافظة الحسكة بالضياع وهو استهداف فاضح للبنية التحتية للتعليم بدءاً من تدمير المدارس وإغلاقها وتحويل قسم منها لسجون ومقرّات عسكرية وضرب الأبنية الجامعية وتدمير مقرّات الكليات والعبث بمحتوياتها بشكّل ممنهج وصولاً إلى الاستيلاء الكامل على بعض أبنية الكليات والمعاهد وفرض مناهج دراسية في المدارس تتوافق مع المخططات الانفصالية ، وإذا كان ما يتم تداوله صحيحا بأن الأمور تتجه نحو اتخاذ قرار بنقل الكليات الجامعية إلى ديرالزور أو محافظة أخرى بسبب صعوبة تأمين مقرّات بديلة مجهزة بمخابر وقاعات كبيرة لإتمام الدوام في الكليات المدمرة والمستولى عليها فإن التعليم في محافظة الحسكة على مسافة قصيرة من الانهيار لسبب واحد فقط هو أن المحتل الاميركي يريد تجهيل الجيل وتعطيل عجلة التعليم بكّل مستوياته وهذه حلقة جديدة من مسلسل الاستهداف بعد أن استهدف المحتل الاميركي عبر ذراعه المتمثل بميليشيا قسد التعليم الأساسي والثانوي منذ ٢٠١٣ عندما بدأت تفرض على الطلاب منهاجاً مغايراً لمنهاج وزارة التربية الحكومية في مناطق سيطرتها بالتدريج وصولاً لمنع التعليم الحكومي بشكل نهائي واستولت على مدارس حكومية وقامت بتحويلها لمعتقلات ومقرّات عسكرية بهدف نشر الجهل في عقول الجيل ودفع الشباب و إجبارهم على الهجرة إلى خارج الوطن.
ماذا ينفع الحزن في زمن كثر فيه المبتهجون الذين يرقصون على الجراح ، و ماذا ينفع البكاء وذرف الدموع في زمن كثر فيه الباكون بلا دموع ، وماذا ينفع الاحتجاج على هذه الحرب القذرة في زمن لا يسمع فيه الصوت إلا من جانب واحد ، كلّ الأفكار والأوقات صارت بكاءً وصراخاً واحتجاجاً في زمن الاحتلال والارتهان والعمالة و الحسابات الخاطئة والتوهمات الانفصالية الانعزالية ، زمن الذين يرقصون على جراح أهلهم ووطنهم ويرتمون في أحضان الأجنبي الذي يحتل أرضهم.
الكنز -يونس خلف