بقلم الدكتور جورج جبور:
محمد علي المادون الخطيب هو عميد من خاض في الحرف العربي والتراث العربي، وعلم من أعلام سورية، الباحث في التاريخ واللغات القديمة رحل منذ أيام تاركاً إرثاً حضارياً وبصمات إنسانية لا تنسى، 89 عاماً حافلاً بالعلم والعمل والعطاء.
هو خريج الأكاديمية العسكرية السورية كان ضابطاً قبل كل شيء، وكان يجيد ضبط الأمور، فهو من الضباط الذين أعدوا لحرب تشرين التحريرية فضبط ما ينبغي أن يظل احتياطاً لا بد منه في وقت عصيب.
كان ضابطاً قبل كل شيء لكنه كان أيضاً عالماً حكيماً ابن بيئته العربية الإسلامية فجلى في الميادين التي تهم تلك البيئة، عناوين مؤلفاته وهي عديدة برهان على ذلك، قليل من ضاهى أبا مناف في تتبع مسيرة الحروف العربية، دراساته في هذا المضمار مرجع.
كذلك يعتبر كتابه في إثبات عروبة البربر مرجعاً لا بد منه لدى كل دارس للموضوع الخطير الذي يصبّ في محيط دراسات الهوية العربية.
وإذا جاز لي في هذا المقام المهيب أن أتحدث عن تجربة لي معه فسأقول إنه شد من أزري في جهاد اخترته لنفسي وهو توسيع التعريف بأول هيئة لتنظيم الدفاع عن حقوق الإنسان في التاريخ ألا وهي حلف الفضول المبارك نبوياً.
عن طريق أبي مناف تعرفت على حمد الجاسر علّامة الجزيرة العربية، أعجب العلامة الشيخ بما أقوم به، فكان منه ذات يوم ما أدهشني ولا يزال يفعل كلما تذكرته، كان من علّامة الجزيرة مقال مطول في جريدة عربية عن حلف الفضول وعن حماستي له حماسة رأى فيها صاحب المقال أنها تجعلني أكثر ارتباطاً بمهام الإيسيسكو من ارتباط مواطنه السعودي مديرها العام بها، أقول وبكل وضوح وصراحة: كلما تذكرت كلمة حمد الجاسر في حلف الفضول نهض في البال شامخاً فضل أبي مناف.. رحمك الله يا ضابطاً عالماً صديقاً زميلاً قلَّ نظيره بين الضباط والعلماء والأصدقاء والزملاء.