الثــورة:
توصلت دراسة حديثة إلى أن العوامل الرئيسية لوقف الخرف (ألزهايمر) يمكن أن تكمن في الأمعاء وليس الدماغ.
فقد فشلت عقود من الدراسات من مختلف أنحاء العالم بتكلفة مليارات الجنيهات حتى الآن في الكشف عن طريقة لمعالجة مرض فقدان الذاكرة. غير أن الخبراء قالوا إن القناة الهضمية «تمثل هدفاً بديلاً قد يكون من الأسهل التأثير عليه بالعقاقير أو تغيير النظام الغذائي”
حيث تم الكشف عن إحدى التجارب التي عُرضت خلال المؤتمر كيف أن «الميكروبيومات» -مجتمع البكتيريا في الأمعاء– تختلف لدى المرضى الذين يعانون من ألزهايمر بدرجة كبيرة عن أولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.
وتوصلت تجربة أخرى إلى أن القوارض التي أُجريت لها عمليات زرع «براز» مباشرةً من مرضى ألزهايمر كان أداؤها أسوأ في اختبارات الذاكرة. ووجدت تجربة ثالثة أن الخلايا الجذعية الدماغية التي عولجت بدم من مرضى الاضطراب كانت أقل قدرة على بناء خلايا عصبية جديدة.
من الناحية النظرية، تؤثر بكتيريا الأمعاء لدى المرضى على مستويات الالتهاب في الجسم والتي تؤثر بعد ذلك على الدماغ عن طريق إمداد الدم. ويعد الالتهاب عاملاً رئيسياً في تطور مرض ألزهايمر.
وتقدر المؤسسات الخيرية أن ما يقرب من 900 ألف شخص في بريطانيا وخمسة ملايين في الولايات المتحدة يعيشون بهذا الاضطراب، مع تزايد هذا العدد كل عام نظراً لارتفاع الأعمار عن السابق، ونظراً لأن هذا الاضطراب يظهر مع تقدم العمر.
في هذا السياق، بينت عالمة الأعصاب من «كينغز كوليدج لندن»، والتي شاركت في تحليل عينات من مرضى ألزهايمر: «يُفاجأ غالبية الناس من أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن يكون لها أي تأثير على صحة أدمغتهم». لكن الأدلة تتزايد، ونحن نبني فهمنا لكيفية حدوث ذلك.
واختتم الدكتور سيلاجيتش قائلاً إن “هذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن الالتهاب المرتبط ببكتيريا الأمعاء يمكن أن يؤثر على الدماغ عن طريق الدم”.