الثــورة:
يوشك القمر على تلقي ضربة موجعة ستُحدثها ثلاثة أطنان من الخردة الفضائية، عندما تصطدم به، كما هو متوقع، غداً (الجمعة)، لتُحدث ما يشبه فوهة البركان التي يمكن أن تتسع لعدة مقطورات جرارة.
وعادةً ما يتم تتبع الخردة الفضائية منخفضة المدار، لأنه من غير المحتمل أن تصطدم الأجسام التي تنطلق في عمق الفضاء بأي شيء، ويتم نسيان هذه القطع البعيدة، غير أن عدداً قليلاً من المراقبين يستمتعون بلعب دور المحقق الفضائي، ومنهم عالم الفلك الأميركي بيل غيراي.
وحدد غيراي في وقت سابق وجود خردة فضائية في مسار اصطدام مع القمر في شهر (كانون الثاني) الماضي، وقال إنها صاروخ «سبيس إكس» الذي تم إطلاقه في المرحلة العليا من «مرصد مناخ الفضاء السحيق» التابع لوكالة «ناسا» عام 2015، غير أنه عاد وصحح موعد الاصطدام إلى غد (الجمعة)، كما صحح أيضاً هوية هذه الخردة الفضائية،
وقال غيراي إنه من المحتمل أن تكون الخردة الفضائية هي المرحلة الثالثة من صاروخ صيني أرسل كبسولة عينة اختبار إلى القمر في عام 2014، لكنّ مسؤولين صينيين قالوا إن الحطام الفضائي لهذه المهمة دخل الغلاف الجوي للأرض مرة أخرى واحترق.
وشككت قيادة الفضاء الأميركية، التي تتعقب النفايات الفضائية المنخفضة، يوم الثلاثاء، في الرواية الصينية، وقالت إن المرحلة العليا الصينية من المهمة القمرية لعام 2014 لم تنزل من المدار أبداً، كما يظهر في قاعدة البيانات الخاصة بهم، لكنهم لم يتمكنوا من تأكيد بلد منشأ الخردة التي يُتوقع أن تضرب القمر يوم الجمعة.
ويدعم جوناثان ماكدويل، من «مركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية»، تقييم غيراي المنقح بشأن هوية الخردة الفضائية وموعد اصطدامها، لكنه يشير إلى أنه يجب ألا تشغلنا هوية الخردة الفضائية عن تأثيرها، وقال: “أياً كان المصدر، فإن التأثير سيكون هو نفسه، وهو فوهة صغيرة أخرى على القمر”.
ويحمل القمر بالفعل حفراً لا حصر لها، تصل إلى 1600 ميل (2500 كيلومتر)، ويتوقع العلماء أن الجسم الجديد سيحفر حفرة بعرض 33 قدماً إلى 66 قدماً (10 إلى 20 متراً)، ولن يكون له أي تأثير على المهام الفضائية الموجودة بالقمر حالياً.