بعد أن غلبتهم ظروفهم الصحية.. مدرسون يطالبون بإنصافهم ومعاملتهم بطبيعة العمل كمعلمين

 

 

 

 

 

الثورة- تحقيق-  فادية مجد:

 مطالبات عديدة وردت إلى مكتب صحيفة الثورة بطرطوس من قبل عدد من المعلمين والمدّرسين الذين أمضوا سنوات طويلة في مسيرة العطاء والتعليم، وأجبرتهم ظروفهم الصحية وأمراض مهنة التعليم مرغمين على التحويل إلى عمل إداري، وبالتالي حرموا من طبيعة عمل التدريس ومقدارها ٤٠ بالمئة، وليتم معاملتهم كإداريين وهم الذين أفنوا حياتهم في سلك التعليم، تعبوا وأخلصوا في العطاء،

وتساءلوا هل يجوز معاملتنا كإداريين ونحن قرار تعييننا (معلمين ومدرسين) وبالتالي حرماننا من طبيعة العمل، في ظل معاناتنا من المرض وارتفاع أسعار العلاج والدواء الذي أرهقنا.

*امراض مهنية..

المعلمة “سعاد” تقول: أنا خريحة 1983 نظام السنتين، كنا نعطي كامل المنهاج دون وجود مدرسين مساعدين، وقد عانينا ما عانيناه، وقد أصبنا بأمراض المهنة، فأنا مصابة بكارسينوما في الغدة، ولدّي ثلاث عقد على الحبل الصوتي، أو كما يسميها الطب ( عقدة المغنين) بسبب الجهد الذي كنت أبذله لإيصال المعلومات وشرحها للتلاميذ.
وأضافت: بقيت في مهنة التعليم 19 عاماً لأحول مجبرة بسبب مرضي وعدم قدرتي على النطق بسبب وذمة على الحبال الصوتية إلى عمل إداري كمعلمة احتياط، وأنا التي أفنيت عمري في العطاء بكل ضمير ومحبة لتلاميذي، لافتة إلى أنها حتى تاريخه ما زالت تدخل الصفوف وتعطي في حال غياب إحدى
المعلمات، متمنية النظر بوضعها وأوضاع من كان يعلّم وأحيل لعمل إداري بسبب المرض، ولا سيما أنها على أبواب التقاعد (سنة وتتقاعد)، وهي اليوم بأمس الحاجة للاستفادة من طبيعة العمل كمعلمة، لكون قرار تعيينها بالاساس في سلك التعليم، وفي ظل غلاء المعيشة ولهيب أسعار الأدوية.

*مجبرة بالعمل الإداري..

المعلمة “نوال أحمد”، معلمة رياضة منذ عام ١٩٨٦ وحتى عام ٢٠١٦ قالت: بقيت حوالي ثلاثين سنة معلمة رياضة، وعندما عانيت آلاماً مبرحة في رقبتي وظهري راجعت الطبيب المختص والذي شخص حالتي بديسك رقبة وظهر، وحولت مجبرة إلى عمل إداري كمعاونة أمينة مكتبة، لأتعرض بعد ذلك لحادث سيارة أجريت على إثره عمليات لعيني التي تضررت من الحادث، مع كسر بالجبهة أيضاً، والآن لدي عطل بيدي بنسبة ستين بالمئة، مشيرة إلى أنها أرملة ولديها ابن شهيد وهي المعيل الوحيد لابن وحيد، هو الذي بقي لها في هذه الحياة.
وتابعت المعلمة “نوال”: ظروف الحياة صعبة والأدوية التي أشتريها غالية الثمن، متمنية النظر بوضعها الصحي ومعاملتها كمعلمة ومنحها طبيعة العمل لأنها أمضت عمرها في مهنة التعليم وتدريب التلاميذ رياضياً.

ha12.jpg

 *هل يجوز …؟

المدّرس “محمود مهنا” وأربعة عشر عاماً في تدريس مادة علم الأحياء يقول: أنا مدّرس مادة علم أحياء منذ عام ١٩٩٤، وبعد خمس سنوات سأتقاعد.
وتساءل المدّرس مهنا: هل يجوز أن نعامل كإداريين ونحن من دّرسنا لسنوات طويلة وقدمنا كل معلوماتنا بكل ضمير وأمانة، وبسبب مشكلة في عيني عانيت منها بعد أربعة عشر عاماً نتيجة تصحيح أوراق الطلاب والتعب والتفاني في العطاء، حيث شخص الطبيب بأني أعاني من قصر نظر شديد لأحول مجبراً إلى عمل إداري (أمين مخبر).

وناشد المدّرس “مهنا” المعنيين بأن تتم معاملتهم كمدرسين وليس كإداريين ومنحهم طبيعة عمل المدرسين أسوة بباقي زملائهم المدرسين، وهم من علّم وخرّج أجيالاً، متمنياً النظر بأوضاعهم بأقرب وقت.

 *ظروف صعبة..

من جهتها المعلمة “نوال الضاهر” مواليد ١٩٧٠ قالت: درست أهلية تعليم وتعينت ١٩٩٠، وبنتيجة التعب والإجهاد تراجع نظري (ضعف نظر غير قابل للتصحيح) حتى النظاره لا تفيدني، وقد أجبرت نتيجة وضعي الصحي على ترك التعليم، وتحولت لعمل إداري عام 2010 ونتيجة ذلك حرمت من طبيعة العمل وعوملت كإدارية رغم أننا بحاجة ماسة بسبب الغلاء و المرض.

ha11.jpg

*جريح حرب ….!

المعلم الجريح “طاهر”، خريج كلية التربية _ قسم “معلم صف” أشار إلى أنه في عام ٢٠١٠ تعين في منبج في ريف حلب، ثم استدعي للخدمة الإلزامية في نفس العام، وتسّرح بعد استكمال المدة المحددة، ليعاود الالتحاق بمهنة التعليم مجدداً، ومن ثم يستدعى بعد ذلك للخدمة الاحتياطية مطلع عام ٢٠١٣، ويتعرض خلال واجبه في الدفاع عن وطنه لإصابة حربية في منطقة الرأس نجم عنها خزل شقي أيسر، ويحول بعد عودته للتعليم الى عمل إداري كأمين مكتبة على أثر تلك الإصابة.
وأضاف المعلم :طاهر: قائلاً: بتحويلي لعمل إداري حرمت من طبيعة عمل المعلمين وهي ( ٤٠ ) بالمئة، ويتم معاملتي كإداري، وهذا الأمر لم يكن باختياري وإرادتي، وأناشد وأطالب بمساواتنا مع زملائنا داخل الغرف الصفية، لأننا قدمنا أغلى ما نملك، ونحن كشريحة الجرحى بحاجة لطبيعة العمل كمعلمين وذلك لعدم قدرتنا على مزاولة عمل إضافي، وبحاجة للزيادة كمعلمين في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة.

*مفصل صناعي..

معلم الرياضة الأستاذ “سلمان عبد الكريم” قال: خمس وعشرون عاماً كأستاذ رياضة، وقد تعرضت خلالها لإصابة في الركبة أثناء تدريبي التلاميذ في الملعب، وطوال مدة إصابتي كنت أكابر على الألم، واستخدم الأدوية المسكنة والمرممات، لأحول بعد خمس وعشرين سنة الى أمين مخبر مجبراً، واليوم أحتاج إلى تركيب مفصل صناعي ويكلف حوالي مليوني ليرة، ولا أملك القدرة على تركيب المفصل مادياً، وبعد حوالي تسعة أشهر سأتقاعد.

وطالب الأستاذ “عبد الكريم” بالنظر بظروفهم الصحية ومعاملتهم كمعلمين وليس كإداريين، وألا تُنسى رحلة عطائهم في مهنة التعليم الطويلة، وما تعرضوا له من إصابة وآلام، وما تتطلبه ظروف الحياة، وهم على أبواب تقاعد من مصاريف أدوية وتكاليف المعيشية المرتفعة.

التربية: خارج صلاحياتنا…

 ولنقل مطالبات ومناشدات المعلمين والمدرسين تواصلنا مع مدير تربية طرطوس “علي شحود” والذي أفاد رداً على ذلك قائلاً: إن طبيعة العمل صدرت بمرسوم وفق الآتي: المعلم داخل الصف ٤٠ بالمئة

أما المعلم خارج الصف فهي ١٠ بالمئة، وقد صدرت التعليمات التنفيذية له مركزياً، وتعديل الأمر خارج عن صلاحية مديرية التربية، مضيفاً أنه ستتم مراسلة الوزارة بالملاحظات عسى تكون هناك استجابة.

آخر الأخبار
مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب