الحرب الإعلامية.. ذراع أميركا الجديد

سامر البوظة:
منذ اللحظات الأولى لبدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا, بدأت الولايات المتحدة الأميركية وأعوانها الغربيون حرباً إعلامية شرسة ضد روسيا بهدف تضليل الرأي العام ونشر الأخبار المزيفة لتشويه سمعة روسيا وشيطنتها والتحريض عليها, لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية خاصة بها ومآرب باتت معروفة للقاصي والداني لاسيما بعد تعاظم الدور الروسي و”الخطر” الذي بات يشكله على الهيمنة الأميركية والقطبية الأحادية التي ظلت تتزعمها واشنطن لعقود.
فالإعلام بات في العصر الحديث من أهم أدوات الحروب وإدارة الأزمات بين الدول, و الولايات المتحدة هي أكثر من يجيد أساليب هذه الحروب وذلك عبر إعلامها و مؤسساتها الاستراتيجية والبحثية المتخصصة التي أنشأتها لهذا الغرض, بالإضافة إلى بعض القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي, وهي معتادة على لعب تكتيكات خوض حرب الرأي العام والمعلومات ومتمرسة به، والأمثلة كثيرة لعل أبرزها وأهمها الحرب الإرهابية الظالمة التي افتعلتها في سورية وما تخللها من تضليل وتلفيق وتزييف وقلب للحقائق, فالأساليب الأميركية باتت واضحة ومكشوفة والتي تسعى من خلالها إلى خداع العالم عبر الحملات المضللة التي تقودها، وضخها للأخبار المزيفة, ولطالما كانت واشنطن على دراية باستخدام هذا الأسلوب كسلاح لتحقيق أجنداتها وأهدافها, وهي اليوم تستثمر هذا الأمر بشكل واضح في الحرب الروسية الأوكرانية باعتبارها فرصة سياسية يمكن توظيفها في التحريض ضد روسيا, وهو ما رأيناه وشاهدناه من خلال الحملة الإعلامية الغربية المنظمة التي كانت ولاتزال تستهدف روسيا والتي ركزت على تشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي, من خلال المقالات والتحليلات التي نشرت في العديد من المواقع الالكترونية أو الصحف الكبرى مثل (نيويورك تايمز)، و(واشنطن بوست) أو عبر الشبكات الإعلامية الضخمة كالـ (سي إن إن)الإخبارية و(فوكس نيوز ) ، وغيرها من المحطات والقنوات الغربية والمتصهينة التي أفردت مساحات واسعة من ساعات بثها وسخرت منصاتها للتصويب على روسيا والإساءة إليها وشحن الرأي العام العالمي ضدها لإضعاف مكانتها الدولية وإخراجها من دائرة التنافس مع المحور الأميركي الغربي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل عملت الولايات المتحدة والغرب على تكميم وسائل الإعلام الروسية وحظرها وفرض القيود عليها مثل قناة (روسيا اليوم) و(سبوتنيك)، وغيرها من وسائل الإعلام الروسية التي تنقل الوقائع والحقائق وتعبر عن وجهة النظر الروسية, لكي لا تصل الصورة الحقيقية للعالم وبالتالي ينفضح الكذب والنفاق الغربي والأميركي , ليس هذا فحسب بل وقامت شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى التي تدير وسائل التواصل الاجتماعي مثل (غوغل) و(فيسبوك) وغيرها بمنع وسائل الإعلام الروسية من استخدام تقنيتها الإعلانية على مواقعها وتطبيقاتها، في حين سمحت هذه الشركات بنشر الإساءات لروسيا وبث محتوى غير موثوق من فيديوهات وأفلام وتقارير مزيفة ومفبركة تتحدث عن هجمات كيميائية أو جرثومية تطال المدنيين لاتهام الجيش الروسي بارتكابها, أو تعرض صور أسرى جنود روس و صور لآليات روسية مدمرة تبين لاحقاً أنها جميعها مزيفة وغير حقيقية وذلك للتأثير على الحالة المعنوية للجيش الروسي وقلب الحقائق وبالتالي تحقيق الهدف من هذه الحملة الإعلامية المضللة.
وهذا السيناريو ليس بجديد على الغرب وأميركا وهو ذاته الذي شهدناه خلال الحرب على سورية بذات الأسلوب والأدوات, ويذكرنا بالمسرحيات الهزلية التي كان يقوم بها إرهابيو ما يسمون بالـ”الخوذ البيضاء”والفيديوهات المزيفة التي كانوا يبثونها والتي ثبت كذبها وتزويرها فيما بعد.
هذه هي أميركا والغرب على حقيقتهم, وهذا هو إعلامهم المضلل الذي يؤجج الحروب ويزور الحقائق والذي فقد الكثير من مصداقيته ومهنيته أمام العالم وأثبت أنه مجرد أداة رخيصة في يد استخبارات تلك الدول لتنفيذ أجندات مشغليه وتحقيق أهدافهم الدنيئة, ولكن مهما فعلوا لن يستطيعوا أن يبلغوا أهدافهم، فالعالم كله بات يخبر ألاعيبهم وكذبهم ولن يستطيعوا أن يقنعوا أحدا بعد اليوم , وكما فشلوا في سورية سيكون الفشل بانتظارهم أينما ذهبوا وأينما حلوا.

آخر الأخبار
تعرفة الكهرباء .. ضرورات الإصلاح والواقع المعاش  فاتورة دعم الكهرباء كبيرة جداً ولا بد من تصحيحها رئيس الغرف الزراعية: إتاحة المجال لقطاع الأعمال للقيام بالاستثمار والتنمية إدارة منطقة منبج تنفي شرعية ما يسمى بـ " نقابة المعلمين الأحرار " انتهاكات "قسد" المستمرة تهدد بانهيار اجتماعي في الجزيرة السورية "التأمين والمعاش" بحمص ..طابق مرتفع وكهرباء بـ"القطارة" ..! رفع تعرفة الكهرباء بين ضرورات الاستدامة والضغوط المعيشة  مستشفى الصنمين... بين نبض الحياة وغياب القرار! "المستهلك المالي" يحتاج إجراءات مبسطة تناسب المواطن العادي الموجه الأول لمادتي الفيزياء والكيمياء: تفعيل المخبر المدرسي وإدخال "الافتراضي" خروقات "قسد" المستمرة.. انتهاكات بحق المدنيين تتجاوز اتفاق الـ10 من آذار  بعد رفع أسعار الكهرباء.. صناعيون يطالبون بالتشاركية لإنقاذ القطاع  التسوق الإلكتروني.. فرصة اقتصادية أم تهديد للمتاجر الصغيرة؟ تفعيل دور القضاء في السياسات التعليمية  الإصلاح والواقع المعيشي.. خياران أحلاهما مر  أمام  قرار رفع الكهرباء   الربط البري بين الرياض ودمشق..فرص وتحديات اقتصادية  في عالم الأطفال ..  عندما  تصبح الألعاب أصدقاء حقيقين   الأسعار الجديدة للكهرباء تشجع على الترشيد وتحسن جودة الخدمة  تعادل سلبي للازيو في السيرا (A) بايرن ميونيخ يشتري ملعباً لفريق السيدات