إحدى عشرة سنة مرت على أشرس حرب إرهابية خاضت الدولة السورية غمار مواجهتها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً باقتدار وإيمان بأن الحق منتصر لو تكالب الأعداء و زادت عواصف التجييش والاتهامات الباطلة في المحافل الدولية ومهما أمعن رعاة الإرهاب في غلوهم الإجرامي ومدوا للإرهاب جسور تمويله وإسناده.
في معارك الميدان كما في حلبات السياسة وجسور التسويات التي مدتها الدولة السورية بحكمة ليجتمع أبناؤها على ضفاف الانتماء والحرص الوطني، انتصرت سورية في مواجهة المحن والفتن والعصف العدواني ورسمت خرائط الحاضر واستشرفت آفاق المستقبل بتمتين جسور ترابطها مع محور مناصرة حقوقها إقليمياً ودولياً.
11 عاماً من حرب عدوانية لم تفتر فيها همة ولم تخب فيها عزيمة التحرير ودحر الاحتلال الأميركي والتركي وأدوات إرهابهما عن الخريطة السورية وما زادت السوريين إلا تصميماً على التصدي والمواجهة وتدوير عجلة البناء والإنتاج حتى بلوغ المقاصد بقطاف غلال الانتصارات في كل الميادين ليعود الألق وهاجاً لوجه سورية الحضاري.
أطول من عقد إرهابي مر انقشعت خلاله كل سحب التزييف وظهرت أطماع كل من أرادوا تلوين الخريطة السورية بألوان الدم والخراب ليستثمروا بجرائم نهب مقدرات السوريين ومحاولة اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية.
فالاستماتات لسلخ أجزاء من الجغرافيا السورية كانت منذ البداية بوصلة محور العدوان، من أجلها لهث الكيان الصهيوني لاحتلال الجنوب السوري ودقت سورية أسافين في نعش أوهامه، ولأجلها يلهث النظام التركي شمالاً وستخيب مساعيه الإرهابية، كذلك ستتهاوى مشاريع مليشيا قسد بفرض واقع انفصالي مشوه بالجزيرة.
رغم قبح النيات الاستعمارية ورغم زيوت الإرهاب التي تصبها واشنطن وأنقرة ومعهما كيان الإرهاب الصهيوني، إلا أن الميدان وحده من سيصوغ الخواتيم المشرفة.
حدث وتعليق- لميس عودة