بسبب سياسات واشنطن.. العالم على شَفا حرب مُدمِّرة

الثورة – تحليل لجين الخطيب:

“الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل، ولا داعي للاستغراب من ذلك”، هذا ما أورده المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف مؤخراً في مقال نشرته “روسيا اليوم”، مُعتبِراً أن حرق أوروبا لجسور العلاقات مع روسيا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، يمهّد لبدء حرب عالمية ثالثة بالفعل.
بالتأكيد هي ليست المرة الأولى التي يُطرَح فيها سيناريو اندلاع حرب عالمية ثالثة منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا، ومن ثم تهافُت الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض عقوبات اقتصادية هائلة على روسيا، وهو ما اعتبرته الخارجية الروسية دليل ضعف من قِبل الغرب وعدم قدرته على استخدام الدبلوماسية والسياسة والمفاوضات.
سلاح العقوبات الشهير الذي يلجأ إليه الغرب بكل مرة يدرك فيها أن باقي أسلحته لم أو لن تُجدي نفعاً، قد يكون أخطأ تقديره هذه المرة عندما أشهر سلاحه بوجه روسيا بُغية عزلها اقتصادياً ومحاولة قطع الطريق عليها لتكون قوة عظمى إلى جانب الصين التي أصبحت مُنافِساً شَرِساً لأمريكا يهدد مكانتها كقطب أحادي مسيطر على العالم.
لا شك أن تلك العقوبات الغربية التي تهدد الاقتصاد الغربي والعالمي قبل الاقتصاد الروسي، سيكون لها تبعاتها على العلاقة بين موسكو والغرب، فالتوتر الذي يحكم تلك العلاقة الآن سيوسّع الشرخ بينهما مستقبلاً، وهو ما عبّر عنه مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلاً: “أنا على استعداد للاعتراف بأننا ارتكبنا عدداً من الأخطاء، وحرمنا روسيا الفرصة للتقرب من الغرب”، وذلك على خلفية العقوبات الجائرة التي يعتبرها البعض بمثابة الرصاصة الأولى في حرب عالمية مقبلة، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، موضحاً أنه لا بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية التي ستكون نووية ومدمرة، وهو أيضاً ما حذّر منه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قائلاً: “إن العقوبات الغربية على روسيا قد تدفع الأخيرة إلى حرب عالمية ثالثة”.
وبالحديث عن سيناريو اندلاع حرب عالمية ثالثة، تختلف الآراء حول شكل هذه الحرب، فهناك مَن يعتبر أن هذه الحرب قد بدأت فعلاً على المستويين الاقتصادي والسياسي، بينما يذهب البعض الآخر باتجاه الحرب النووية أو البيولوجية، خاصة بعد كشف وزارة الدفاع الروسية عن مختبرات بيولوجية تموّلها الولايات المتحدة في أوكرانيا بهدف نشر الأمراض عن طريق الطيور البرية المهاجرة بين أوكرانيا وروسيا والدول المجاورة الأخرى وتستغل فيه الخفافيش كناقلات أسلحة بيولوجية.
خِتاماً، هي ليست المرة الأولى التي يكون فيها العالم على شفا حرب مُدمِّرة، فقد طُرِح سيناريو الحرب العالمية الثالثة عدة مرات قبل ذلك، وأبرزها عام 1948 عندما تم حصار برلين، وعام 1962 عندما تسببت أزمة الصواريخ السوفييتية في كوبا بأزمة كبيرة بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا، وفيما لا يزال خيار الحرب قائماً على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، هناك خيار آخر أيضاً وهو المفاوضات بين الطرفين في محاولة لنزع فتيل الأزمة، وهي بالطبع فرصة لأوكرانيا ومن خلفِها الغرب لتقديم ضمانات تحفظ مصالح روسيا وأمنها، وإلا خطر الحرب التي بدأنا نتلمس آثارها على المستوى الاقتصادي في عالمنا العربي، سيكون مرتفعاً جداً ويطول الجميع دون استثناء.

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها