ليست الغرابة بالمعنى الإيجابي أبداً, بل هي بالمعنى الذي يجعلك تصف صاحب هذا السلوك أنه تجاوز حدود الصفاقة إلى ما يمكن أن نسميه حد الاستهتار بالعالم الذي يعيش معه, أو يخاطبه وبحدود الوقاحة التي تتراكم كل ساعة كل يوم, ومع كل تصريح أميركي يصدر عن أي مسؤول منهم, أينما كان في البيت الأابيض أو البنتاغون أو الخارجية فكلهم يمثلون أدواراً تتكامل مع أنها ربما تظهر للبعض أنها متناقضة, لكنها حقيقة تضخ وتصب بخدمة الروح العدوانية الأميركية التي تأسست عليها أمبراطوريتهم المتوحشة.
وكم كان صادقاً ذاك الهندي الأحمر حين قال: ما أغزر دموع هؤلاء الأميركيين فوق جثث ضحاياهم, أبادوا ما أبادوا ومن ثم أعلنوا حفلات البكاء على ضحاياهم, والأمر مازال مستمراً, يقصف الأميركيون قرى ومدناً, ويدمرون البنى التحتية أينما تدخلوا, ثم يحدثونك عن الحريات وحقوق الإنسان,وإذا ما حشروا بالزاوية بكل صفاقة يعلنون: أنهم يأسفون لوقوع ضحايا مدنيين.
واشنطن مازالت تمارس أساليب التضليل والعدوان نفسها, تقيم مخابر كيماوية وبيولوجية فتاكة في أوكرانيا, وتعمل على عسكرة حتى الطيور, وتريد نشر الأوبئة الفتاكة في روسيا ومن ثم العالم, وتتباكى على أوكرانيا, وقس على ذلك الكثير, تتدخل بروح العدوان أينما ظنت أنها قادرة على إشعال نار الحرب, وتدين بالوقت نفسه حق الدول والشعوب بالدفاع عن نفسها , صحيح أن هذا الأسلوب نجح لعقد من الزمن, أو أكثر لكنه بدأ يأكل ويدمر كل ما بنته واشنطن من علاقات حتى مع حلفائها, وهي تعرف ذلك لكنها بروح القوة الغاشمة التي تعمي عن الحقيقة مستمرة بجنونها, وهذا خطر على العالم كله.
نبض الحدث – ديب علي حسن