تصدرت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على غيرها من الأحداث، عربياً وإقليمياً ودولياً، مع بعض الأصوات النشاز التي صدرت عن بعض الجهات وفي مقدمتها واشنطن، والتي ما زالت تغرد وأتباعها خارج السرب الدولي الواقعي.
وبالرغم من كل الإنجازات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي حققتها سورية على مدار إحدى عشرة سنة في معركتها ضد الإرهاب المتعدد الجنسيات، بالتعاون مع أصدقائها وحلفائها، إضافة إلى ما كشفته العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا من وهن باد على القطبية الأحادية، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تتمسك بيديها وأسنانها المهترئة بما تبقى لها من دور كان في يوم من الأيام هو المهيمن على غيره من الأدوار.
وعليه فإن زيارة الرئيس الأسد تلبية لدعوة من القيادة الإماراتية حملها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال زيارته لدمشق في 9 تشرين الثاني الماضي، هذه الزيارة تؤكد من جديد أن دور سورية لا يستطيع أحد أن يشغله حتى في أصعب الظروف كما كان عليه الأمر في السنوات الماضية، فكيف اليوم وهي تتهيأ لإعلان النصر النهائي على الإرهاب وداعميه في واشنطن وأنقرة والكيان الصهيوني.
ولذلك فإن لقاء القيادتين السورية والإماراتية في هذه المرحلة الحساسة على مستوى المنطقة والعالم ككل، يشكل ركيزة أساسية لما يبنى عليها لاحقاً، من عودة عربية أكيدة وقريبة، إلى قلب العروبة النابض الذي من دونه جفت عروق التضامن والتعاون العربي العربي، وأصبح الأمن القومي العربي في مهب رياح أطماع واشنطن حتى في حلفائها المقربين.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ما بحثه الرئيس الأسد في أبو ظبي ودبي من قضايا سيكون لها ثمارها الطيبة خلال الأسابيع والشهور القادمة، على الصعيد العربي بتعزيز الجبهة العربية في مواجهة المخططات الاستعمارية التي تعتمد بشكل كلي على زعزعة استقرار الدول المستقرة والمزدهرة بالاعتماد على التنظيمات الإرهابية التي لا تؤمن إلا بسفك الدماء ونشر الدمار والفوضى تنفيذاً لتعليمات أسيادها في البيت الأبيض والكيان الصهيوني.
أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فنتائجها ستكون لمصلحة الدول والشعوب بالاعتماد على القانون الدولي وكل الشرائع المرعية، وخاصة أن العلاقات الدولية تدخل في هذه المرحلة في معادلات جديدة ستكون متوازنة حكماً بتعدد أقطابها الدوليين.
راغب العطيه – حدث وتعليق