الثورة – طرطوس – فادية مجد:
أقيم في قاعة مجلس محافظة طرطوس حفل توقيع رواية ( الراغبون ) للكاتبة الأديبة نهاد أحمد.
الأديبة الكاتبة نهاد أحمد في تصريح ( للثورة ) عن روايتها ( الراغبون ) قالت: تتحدث الرواية عن الحرب الظالمة على سورية وتبعاتها من خلال البطلة ( هند )، والتي تروي لنا كيف فرَّ سكان أحد الأحياء في ليلة ظلماء، فنتتبع ونحن نحبس أنفاسنا.. قصة نجاة هند من وابل رصاص القناصين، إضافة إلى أحداث كثيرة ومثيرة ينتظرها القارئ وهو يضع يده على قلبه حتى ٱخر كلمة في الرواية، لافتة أن شخصيات الرواية يقبضون على جمرة من تفاؤل كي تستمر الحياة مهما
عصفت بهم المحن.
وقدم الأديب الباحث المترجم وعضو اتحاد الكتّاب في طرطوس شاهر نصر قراءته للرواية قائلاً: رواية “الراغبون” للأديبة “نهاد أحمد” قصة امرأة تسعى لإثبات ذاتها في مجتمع ذكوري تهزّه الاضطرابات والحروب، ولقد نجحت في إثبات ذاتها بفضل إرادتها، التي تسميها الكاتبة: “الرغبة”، كما نجحت بإثبات ذاتها بفضل كفاحها وعملها.
لافتاً إلى أن الكاتبة في روايتها لا تترك القارئ هادئاً، بل تستدعيه للتمعن معها في مسائل مختلفة من الحياة في بعديها المباشر والرمزي.
ولفت نصر إلى أن الرواية غنية بالرموز والأفكار الملهمة التي تدعو القارئ للتمعن في أبعادها، مبيناً أن موقف الكاتبة من الحرب واضح وضريح، وهو موقف إنساني رصين، وسليم يقوم على العقل والمنطق، مشيراً إلى أن الرواية تتميز بابتعادها عن المباشرة، نظراً لوجود فرق بين كتابة مقال صحفي، وكتابة الرواية، مؤكداً أنه تكمن أهمية هذا العمل الفني، الذي يمكن إدراجه في صنف الأدب التوثيقي لحياة امرأة مجدة في زمن الحرب، بتعدد قراءته ووجهات النظر فيه تعدد القراء، إذ يجد كلّ قارئ نفسه في مرآته، كأنّه يتحدث عنه، كما نجد أيضا دعوة الكاتبة لتحرير المرأة ونيلها حقوقها، ونبذ الطائفية، والتقاليد الاجتماعية المتخلفة.
وختم الباحث الأديب والمترجم نصر قائلاً: رواية ( الراغبون ) غنية بالأفكار والصور والمواقف الإنسانية التي تفتح آفاقاً رحبة لأسئلة عميقة، وهي قصة جديرة – بعد معالجة بعض الهنات اللغوية فيها – أن تُدرّس في دروس اللغة العربية في المدارس لتعليم الطلاب حبّ تراب الوطن، واللغة العربية، والمرأة، والكتاب، والقيم الإنسانية في السعي في سبيل الحرية والكرامة بعيداً عن التقاليد المتخلفة، والغريزة الطائفية.
من جهتها الدكتورة هناء اسماعيل قالت إن الرواية تمثل إرادة الحياة والنهوض من الواقع المتردي على المستويات كافة، وتمثل المثل الأعلى الجمالي في القوة، وهذا ماعبّرت عنه الكاتبة أحمد من خلال تقنيات واضحة لعل أهمها وأبرزها المعادل الموضوعي من خلال تمثل شخصيات البطلة ( هند ) شخصيات الروايات التي تقرأها.
وأشارت اسماعيل إلى أن الرواية أنثوية، لكنها تخرج من إطار الأنوثة، كما أن هناك هدماً على مستوى الداخل يعادله هدم على مستوى الخارج، ورغم ذلك نجد من خلال أحداث الرواية أن الحرب وويلاتها لم تستطع تدمير الذات من الداخل، مشيرة إلى اعتماد الكاتبة أحمد على الجمل القصيرة المحددة التي تؤدي المعنى، واستخدام تقنية الحذف، وتقنية السرد بضمير المتكلم، حيث البطلة ( هند ) هي التي تروي على شكل سيرة ذاتية معتمدة الكاتبة في ذلك على ( الحيلة السردية ).
وعن اسم الرواية أوضحت اسماعيل أن ( الراغبون ) بصفة الجمع، ولكن هناك بطلة واحدة وهي تمثل الجماعة الانسانية كلها والتي ترغب بالحياة.
تجدر الإشارة إلى أن رواية ( الراغبون ) صدرت عام ٢٠٢١ عن دار دلمون في دمشق، وسبق أن صدر للأديبة والكاتبة نهاد أحمد روايتان عن دار الكتاب العربي في مصر وهما ( ديلارا ) و( ليلك يستحق الانتظار )، وقد حققتا أعلى المبيعات في الدول العربية.