طوق “جيو سياسي” فاشل!

الولايات المتحدة تخوض مع روسيا حرباً غير مباشرة في أوكرانيا للحفاظ على هيمنتها على العالم، ومن أجل ذلك نراها تستنفر جميع أوراقها، العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولعل الاقتصادي منها أوضح ما يكون من تلك الأوراق التي تجاهر بها واشنطن وبيادقها الغربية بعيداً عن ساحة قعقعة السلاح.
التصدع في توقعات الغرب بشأن فعالية حصاره الاقتصادي ضد روسيا واضحة للعيان، خاصة بعد أن تبين أنه باستثناء دول أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة واليابان تصر بقية دول العالم وفي مقدمتها الصين الحليف القوي والهند الصديق المتفهم لمجريات الأحداث على مواصلة التعامل اقتصادياً وسياسياً مع موسكو.
من يتابع الصحف الغربية بشكل يومي منذ دخول القوات الروسية لحماية دونباس يقرأ بوضوح تفكير الشارع العام الغربي، ولعل أقوى ما كتب ما جاء على متن صحيفة الغارديان البريطانية التي أشارت إلى أن عقوبات واشنطن وحلفائها على روسيا ستوقع الغرب في فخ نصبه لغيره، وأن أهمية روسيا للعالم تتجاوز حجم اقتصادها حيث تصدر أهم المعادن والحبوب، وتتمتع بطاقات تقنية.
واشنطن تضغط بكل قوة وتضع كل ثقلها في الحرب الأوكرانية، ممنية النفس في كسر الذراع الروسي للتفرد بقطبية واحدة، ولذلك نراها تتحرك على جميع المحاور، لكن دون تحديد أي أهداف بدقة خصوصاً في استعمال نفوذها للضغط على النظام المالي العالمي، لتفعيل العقوبات وتطويق موسكو بحصار اقتصادي خانق يتماشى مع دعم كييف بالسلاح والمرتزقة.
واشنطن تحاول اليوم وبكل دهاء وضع موسكو في قفص جيوسياسي، لكن تحركات الكرملين تقود لنتيجة إيجابية ستحطم من خلالها هذا القفص عبر تطوير تقنيات جديدة، تكسر من خلالها قضبان الحديد الغربي
ومن يقرأ أيضاً ما بين سطور تصريحات المسؤولين الأمريكيين يتأكد من يأس الغرب من تحقيق أي نتيجة من حصاره لروسيا، وخير مثال على ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم 18 آذار الماضي بقوله “إن العقوبات الغربية على روسيا لا تهدف إلى أن تستمر إلى الأبد، ويجب الاستعداد لعدم تحقيق العقوبات عليها للنتيجة المرجوة على الفور.
العقوبات الغربية على دولة قوية ومكتفية ذاتياً ومتخمة بالطاقة كروسيا ستلحق المزيد من الضرر والضغوطات على الغرب الذي يعاقب نفسه قبل غيره، وعلى الاقتصاد العالمي بكامل تفاصيله.
الهجوم الاقتصادي الغربي ضد روسيا كشف بالفعل عن حقيقة جديدة مهمة تقول لقد انتهت حقبة العقوبات التي يمكن التنبؤ بها وعديمة التكلفة والخالية من المخاطر، كما أن موسكو قالت كلمتها ضد محاولات الهيمنة الغربية على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف “إن العالم أحادي القطب صار طي الماضي إلى غير رجعة”.
الأزمة في أوكرانيا أنضجت العديد من القضايا بسرعة، فقد أظهرت عجز العقوبات الغربية عن الاستمرار في تحقيق أهدافها، وبرهنت على أن عملية ونظرية نشوء أقطاب متعددة في العالم صارت واقعاً ونتيجة لا يمكن وقف تقدمها، وهذا وضع جديد أقل ما يمكن يقود نحو ضرورة مراجعة الغرب المتأمرك للتخلي عن سياسة العقوبات الأحادية، والتراجع عن الحلم بعالم أحادي القطب تقوده آلة الحرب الأمريكية.

منهل إبراهيم – البقعة الساخنة

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي