إسرائيل تمشي على حمم المرحلة.. يتراقص رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نفتالي بينت من الألم بين المشاورات والقمم .. يناور بثوب (حارس الأسوار ٢) ويلوح باجتياح غزة بضربة الخائف ..ترعبه إرادة الفدائيين والمقاومين وكابوس الصفحة الأخيرة من الاتفاق النووي .. يهرب إلى النقب وشرم الشيخ ويغازل السلطان العثماني أردوغان بأنبوب من الغاز عله يصل عبر تركيا إلى أوروبا ويقدم مناقصته للقارة العجوز مضارباً على الغاز الروسي ..ومنتهزاً الفرصة التاريخية في المكاسرة العلنية بين موسكو والغرب بأكمله في أوكرانيا لكن..
لا تبدو النتائج مبهرة لنفتالي، فالأوكراني بدأ يجلس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا، وتل أبيب تبدو متأخرة حتى إذا بدأ بينت بتشكيل جنين (الناتو الخليجي ) الذي لن يتحمله رحم المرحلة، فحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط يريدون ضمانات مكتوبة من واشنطن التي لا يبدو على لسانها ولسان الغرب رباط أو خيط وعود، فكيف يضمنون وعود إسرائيل التي نشأت من شؤم وعد بلفور البريطاني أساساً..
بينت يناور في أكثر من غرفة سرية حتى في غرف الجامعة العربية فهو لا تعجبه محاولات العرب لاستعادة سورية، لذلك ينفث سمه فوق العلاقات العربية العربية ورغم ذلك لا تبدو النتائج مبهرة رغم كل رقص رئيس الكيان الإسرائيلي نفتالي بينت.
فسورية بموقفها وانتصارها وثباتها وصمودها تشجع عودة العلاقات العربية العربية الذي قد يشكل نواة لتصحيح مسار الجامعة العربية التي فرقت ولم تجمع بحكم مصادرة القرار أميركياً ..وفي الأزمة الأوكرانية كل الأحلام بعيدة عن وصول الغاز الإسرائيلي عبر أنبوب أردوغان إلى أوروبا ..فالمحاولة أشبه بأن تمسك يد العجوز الأوروبية اليمنى بالأذن اليسرى، فيكلفها ذلك التواء في الرقبة الاقتصادية.
لا تبدو تحركات بينت مبهرة فاستعراضه لا يشبه إلا ظهور الرئيس الأوكراني واقفاً على يديه ليقلب المشهد بحركات فاشلة ويقول: إن أوكرانيا كإسرائيل دولة (يحاربها ) محيطها ..فهل نسي زلينسكي أنه عميل للغرب وأن دولة الكيان الصهيوني احتلال ..أم إن تعبئة الاستعراض والتضليل الإعلامي باتت بقلب المشهد وجعلت التبعية واغتصاب أراضي الشعوب حقاً تكفله واشنطن.
من نبض الحدث – عزة شتيوي