يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن تلاعبه بمشاعر شعوب العالم على مختلف معتقداتها بكل وقاحة، ويبيعهم كلاماً مليئاً بالكذب والافتراء في مناسباتهم الاجتماعية والعقائدية، دون أن يخجل من نفسه أو من شعبه، الذي أوصله إلى قيادة أكبر دولة وأخطرها على البشرية، لما تملكه من وسائل تهدد حياة الإنسان أينما كان، وفي مقدمتها التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، والتي تتبع بصيغة أو أخرى للبيت الأبيض.
فتصوروا أن بايدن يهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، متحدثاً عن التأمل والتسامح والمرونة والرأفة والسخاء والفرح والصحة والأسرة والمجتمع، حتى أنه لم ينسَ الأشخاص الذين أصبحت كراسيهم فارغة على طاولة المائدة لآلاف من الأسر في كل أنحاء العالم، وهو من المؤكد أنه يعني ذلك بشكل دقيق، فهو الرجل الأول الذي يعلم عن طريق استخباراته وقواعده العسكرية والتجسسية كل التفاصيل الناتجة عن أفعال التنظيمات الإرهابية التي تأتمر بأمره ضد الدول والشعوب، وخاصة في سورية التي دخلت الحرب الإرهابية عليها عامها الثاني عشر.
ومن يستمع إلى مواعظ بايدن وتذكيره بهدي القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى، يتبادر لذهنه مواعظ زعماء التنظيمات الإرهابية المتأسلمين، من ابن لادن إلى البغدادي إلى غيرهم ممن يتجلببون بالدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، فكانت مواعظهم تنزل على رقاب الناس سواطير ومفخخات وكل أدوات القتل والإرهاب والتدمير، والتي هي في مجملها تصل عن طريق القنوات الأميركية أو التابعة لها.
فلا يوجد معاناة أو مأساة على هذه المعمورة، إلا واليد الأميركية لها دور فيها، فكل الروايات المفجعة عن الأرواح التي فقدت هنا أو هناك، وكل صور العائلات والأطفال الذين يكافحون من أجل البقاء، والذي يذرف عليهم بايدن دموع التماسيح، كل هذه المآسي صناعة أميركية بامتياز.
ولم يصدق الرئيس الأميركي في كل محاضرة وعظة، إلا بجزء صغير جداً، عندما تحدث عن “الحقيقة البسيطة والعميقة التي مفادها أن الجميع متساو في الكرامة والحقوق”، وهنا على بايدن ومن ورائه كل ساسة الولايات المتحدة وأوروبا أن يعلموا بأنه لا يمكن أن تستقيم أمور العالم بشعوبه ودوله، ولن يعم السلام والأمن والاستقرار في أي مكان إلا باعتراف الكل بحقوق الكل والتعامل على قدم المساواة في كل شيء، وأن تعود الحقوق العربية المغتصبة والمسلوبة في فلسطين والجولان ولواء اسكندرون وجنوب لبنان كاملة دون نقصان.
حدث وتعليق- راغب العطيه