بعد أن أعلنت أكثر من شخصية رياضية نيتها الترشح لرئاسة اتحاد كرة القدم مع وجود احتمال لإعلان أشخاص آخرين الترشح إلى المنصب المذكور، وبينما يعتقد كثيرون أن وصول سين أو عين من الأسماء إلى قبة الفيحاء سيغير حال كرتنا (مع كامل الاحترام و التقدير لتاريخ و إمكانات و خبرات كافة الأسماء التي يتم تداولها)، فإن واقع الحال يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مشكلة كرتنا لا يمكن اختصارها بتغيير رئيس الاتحاد و لا حتى بتغيير مجلس إدارة الاتحاد بشكل كامل لأن الأمر أكبر من ذلك بكثير والواقع سيقف في وجه أي شخص على شكل عدة أحجار عثرة على طريق تحقيق هذا الشخص أو ذاك لرؤيته و أفكاره في سبيل النهوض بالكرة السورية و الإرتقاء بها نحو الأفضل.
في الحقيقة فإن اختصار وجع كرتنا و ألمها بماهية الأشخاص المتواجدين في اتحاد كرة القدم هو ضرب من السطحية و السذاجة في التعاطي مع الشأن الكروي المحلي لأن الحديث عن تجسيد المشكلة في هذا أو ذاك يعني أن الأمر يتعلق بسوء إدارة مقدرات كرتنا، ولكن ماذا لو قلنا أن الدوري المحلي ضعيف جداً و لايرقى لإمكانية خدمة المنتخبات بالشكل اللازم؟، وماذا لو أكدنا أن البنية التحتية المتمثلة بالملاعب تكاد تكون الأسوأ على اعتبار أن ملاعبنا لا تصلح لكرة القدم و هي ليست إلا مجالاً كبيراً لهدر المال العام من باب الصيانة الدورية التي تطرأ عليها؟، وماذا لو عرفنا أكثر من ذلك فيما يخص سلطة الاتحاد الرياضي العام وتدخله (بحكم القانون و الروتين) في كل كبيرة و صغيرة تتعلق بعمل اتحاد كرة القدم بدايةَ من جلب استثمارات وموارد مالية وصولاً إلى استخدام الباص لنقل لاعبي المنتخب إلى ملعب معين ؟!
بالتأكيد فإن الإجابة عن كل الأسئلة السابقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يعوق كرتنا ليس وجود فلان أو علان على رأس الهرم الكروي، وإنما هو أكبر من ذلك لطالما أن النية الصادقة من أصحاب القرار بتغيير هذا الواقع غير موجودة حتى الآن.
ما بين السطور- يامن الجاجة