راغب العطيه:
منذ بداية الحرب الإرهابية القذرة، عملت الدولة السورية على مواجهة هذه الهجمة الشرسة بطرق عديدة، منها العسكرية التي يقوم بها على أكمل وجه جيشنا العربي السوري، ومنها الإعلامية التي استطاع إعلامنا الوطني أن يفضح كل التضليل والتزييف الذي جند له مؤسسات ووسائل إعلام لا تعد ولا تحصى.
وإلى جانب الجهود السياسية والدبلوماسية التي قادتها الدولة السورية في المحافل الدولية والأممية على الصعيد الخارجي، كانت الدعوة للحوار الوطني والمصالحات من أوائل الجهود التي بذلت على الصعيد الداخلي لمحاربة الإرهاب من خلال تنقية الأجواء السورية من جميع ما يشوبها نتيجة للضخ الإعلامي والسياسي الذي أدى إلى التغرير بالكثير من الشباب السوري وحملهم على الوقوف في الصف المعادي لوطنهم وشعبهم.
وتطلب نجاح الحوار الوطني الاستمرار في محاربة الإرهاب وممارسة ضغوط جادة وحقيقية على الدول المتورطة في دعم وتسليح داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي اقترنت جرائمها بالتمويل والدعم الخارجي.
وشكلت المصالحات الوطنية أبرز منصات الحوار، حيث أوصلت هذه العمليات إلى تحييد العديد من المناطق السورية التي كانت تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية وتم إخراجها من إطار المواجهة والحرب إلى الأمن والاستقرار، وعادت إليها الحياة الطبيعية بعدما كانت ملاذاً للإرهابيين والقتلة والمجرمين من جميع جنسيات العالم.
ومع إنجاز المصالحات الواحدة تلو الأخرى بدأت مرحلة جديدة في مسار الحرب الإرهابية على سورية, بدت معها الدول الداعمة للإرهاب مكشوفة للقاصي والداني وأولهم الإرهابيين المرتبطين بها، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في إنجاز المصالحات اللاحقة في مناطق أخرى، وذلك بعد أن أيقن الكثير من المغرر بهم أن الخارج لا يمكن أن يساهم في بناء وطن، بل على العكس فالدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لا تعمل إلا وفق أجنداتها الخاصة التي تخدم مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني.
وما زالت الدولة السورية تعطي موضوع الحوار والمصالحات والتسويات أهمية خاصة، ولذلك أطلقت العام الماضي العديد من منصات الحوار والتسويات المتوازية في العديد من المحافظات والمناطق وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا، وكل يوم يمر ينضم لها آلاف الأشخاص الذين يؤكدون أن العودة إلى حضن الوطن والمساهمة في إعادة الإعمار والبناء هو الطريق الوحيد للقضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وهذا ما أقلق الكيان الإسرائيلي ومن خلفه منظومة العدوان.