قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد لانتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة القدم و الذي من المقرر أن يكون أواخر شهر أيار القادم لا يبدو أن الكثيرين قد عقدوا العزم على دخول معترك العملية الانتخابية لأسباب تتعلق بالجو العام غالباً،بينما يمكن القول إن الأسباب التي تدفع البعض الآخر للخوض في العملية الانتخابية تكاد تكون مجهولة في ظلّ غياب مقومات النجاح التي من شأنها أن تساعد هذا الشخص أو ذاك على إنجاز مهامه تحت قبّة الفيحاء حال الوصول إليها بصفة رئيس لاتحاد اللعبة الشعبية الأولى.
المشكلة أن الحديث عن غياب المقومات و المتطلبات التي من شأنها أن تؤدي للنجاح ليس جديداً بل هو أمرٌ واقعيٌ تكرّسه الحقائق و الوقائع و المطبات و العثرات الإدارية و الفنية التي عاشتها و لا زالت تعيشها كرتنا منذ عقود،و مع ذلك فإن أحداً ممن أبدوا رغبتهم في الترشح إلى رئاسة أو عضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم (وهم قلّة) لم يتحدث عن حلول من شأنها تغيير واقع كرة القدم السورية ،ولم يقدّم مقترحات لرؤية مستقبلية (على أمل أن يحدث ذلك قريباً)، ما يؤكد أن معظم الساعين للوصول إلى قبّة الفيحاء سيعتمدون بشكل كبيرعلى تاريخهم في اللعبة و على علاقاتهم بكوادرها أولاً، و بالتالي ستبقى سيرورة كرتنا في مخاض البحث عن الخلاص من دون الوصول إليه لأن أحداً لم يقدّم رؤيته للتغيير و ربما يعود ذلك أساساً لوجود قناعة بعدم إمكانية إحداث أي تغيير ضمن الظروف الراهنة.
ما بين السطور -يامن الجاجة