الثورة – ميساء الجردي:
باقة منوعة من الأغاني التراثية الأصيلة التي تشتهر بها سورية وتستحوذ على ذائقة الجمهور بما تمتلكه من طرب وموشحات وألحان تعود للزمن الجميل. تم تحضيرها اليوم من قبل عدد من الفرق الغنائية الطربية في معهد الإعداد الموسيقي وشركة المولوي التي تتبنى مشروع إحياء التراث الفني السوري وذلك لتقديمها على شكل سهرات طربية تلفزيونية تعرض خلال شهر رمضان وحتى بعد انتهاء الشهر الفضيل والتي يتم تصويرها في القرية الفرعونية بالصبورة.
المخرج ممدوح قدور في تصريحه للثورة بين أهمية هذا السهرات كجزء من إحياء التقاليد والعادات الفنية بكل ما تحمله من معنى ومغنى. مشيراً إلى أن الفكرة انطلقت من اهتمام شركة المولوي بالمحافظة على التراث السوري الأصيل متمثلاً بالغناء والموسيقا والأشعار والألحان والموشحات، وخاصة الحفاظ على المقامات الشرقية وتجسيدها بالموشحات الأندلسية. وعليه عملت على تحضير المحتوى الثقافي والفكري والعمل الفني والتواصل مع الفرق السورية التي تهتم بهذا الفن الأصيل في معهد الإعداد الموسيقي. ولفت قدور إلى وجود عمل سابق في مجال هذا الاتجاه وهو خاص بشهر رمضان إلا أن هذا العمل يأخذ شكلاً أوسع من خلال التعاون مع عدد من الفرق لتقديم لوحات متنوعة بهويات سورية مختلفة.
ساري عبد الحميد مدرس في معهد الإعداد الموسيقي و رئيس فرقة عالبال التي تهتم بكل أنواع الفنون الخاصة بالتراث والأغاني التي نسيها الزمان بحكم العولمة والموسيقا الالكترونية. تحدث عن أهمية هذه السهرات الطربية في تعريف الجيل الجديد بما نمتلكه من موسيقا غنية بالكلمة واللحن وهي أجمل بكثير من الأغاني التي نسمعها اليوم. مشيراً إلى أهمية التعاون مع شركة المولوي لكونها تختص بهذا الجانب الهام في الحفاظ على التراث الغنائي الذي يعود إلى الزمن الجميل.
طارق الأصيل المدير التنفيذي لشركة المولوي أكد أهمية الفعالية وخاصة في اختيارهم لمدرسي وطلاب المعهد المتوسط للموسيقا لبراعتهم في تقديم الموشحات والأغاني الطربية التي يجب أن نحافظ عليها من مصدرها الأكاديمي والموثوق. ولفت إلى أن الشركة تبنت المشروع ودعمته من خلال استقطاب المواهب والفرق المتمكنة في هذا الجانب.
ضحى محمد مدرسة في معهد إعداد المدرسين الموسيقية وعازفة آلة التشيلو بينت أهمية اختيارهم من قبل الشركة بعد أن مشاهدتهم أثناء احتفالية عيد الأم والمعلم والأداء الجميل للصوت واللحن من قبل العازفين والطلاب. مشيرة إلى بعض الأغاني التي ستقدم في هذه السهرات ومنها (يا بهجت الروح، وسبحان من جملك، ووصلة حلبية) مع مجموعة من الأغاني الطربية التي تعطي روحانية خاصة خلال شهر رمضان.
باسمة الخطيب مدرسة موسيقا في المعهد قدمت لوحة غنائية من أغاني اسمهان وفريد الأطرش مبينة أهمية هذه الروحانيات في شهر رمضان الكريم الذي يشكل فرصة كبيرة لتقديم كل ما هو جميل من الأغاني التراثية والفنية القديمة التي لا نشاهدها في الأيام العادية. مشيرة إلى أن جميع العاملين في فرقتهم والفرقة الأخرى المشاركة كلهم معلمون بالموسيقا ومهتمون بانتقاء الأغاني القديمة والمنسية لدى جيل الشباب لتجديد الذائقة السمعية باللحن والكلمة الملتزمة.
وعبر المشاركون بالغناء الجماعي من طلاب المعهد وعددهم 12 شاباً وشابة
عن محبتهم لهذا العمل ومشاركتهم في تقديم لوحات تخص التراث السوري بشكل مختلف عما اعتاد عليه الجمهور وخاصة أنهم اليوم يجمعون بين القدود الحلبية والأغاني الطربية الدمشقية.