على سفرة رمضان الدرامية

الثورة – لجينة سلامة:
على سفرة رمضان الدرامية ،يصاب الصائم السوري بتخمة وتلبكات معدية معوية وقد يدخل في أزمة نفسية مالم يتخذ القرار بمتابعة صيامه بهدوء ورواق أو مقاطعته للمسلسلات المحلية على الشاشة الوطنية وأخواتها التي احتضنت كل الإنتاج الدرامي لهذا العام .والذي يحتفل بأصناف لذيذة من أطباق المسلسلات والتي جاءت لتلبي أغلب أذواق الشرائح الاجتماعية وتلامس باهتماماتهم ومشاكلهم وهمومهم .هي سفرة درامية عامرة بالوجع اليومي المعاش تصور الظرف الصعب وتجسد معاناة المواطن السوري للعيش بأمان وكرامة. وقد جاءت الحرب على النفوس فأنهكتها وعلى الحاجيات المعيشية فألهبتها بنار الأسعار وجعلت من الواقع حالا لايسر الخاطر .
بالرغم من كل مشاهد العنف والقتل والظلم والوجوه العديدة للفساد والصورة القاتمة لهذا الواقع المعاش، تحظى الدراما الاجتماعية المعاصرة بمتابعة ساحقة من قبل السوريين فهي تأتي على الجرح وتلامس يومياتهم وبالأخص عبر سنوات الحرب العدوانية على سورية التي فعلت فعلها في النفوس قبل الحجارة وقبل الجدران الاسمنتية التي صارت تطبق عليها فتكتم النفس لتستعيده بقدرة قادر وبصلابة المواطن السوري . تستعيد الحياة بشكل أو بآخر كما نراه تماما مجسدا على الورق في إنتاج درامي يحترم الوجع ولا يتجاوزه ولا ينساه.
مايحدث الآن أنك تقدم للصائم السوري وجبة ثقيلة فيها من الصور والمشاهدات مايتعب معدته وقلبه وعلى الأخص لدى متابعته ل(على قيد الحب )و(مع وقف التنفيذ) و(كسر عضم) ،ليهرب من الواقع إلى دراما البيئة الشامية والاستعراضية الغنائية والكوميدية فيبتهج قليلا مع احداث (جوقة عزيزة) و(حوازيق) و(الكندوش) و(حارة القبة) و(بروكار) وغيرها.لا جديد في أن تستقطب الدراما السورية هذه المتابعة ليست بالمحلية فقط وإنما على المستوى العربي أيضا رغم حضور الانتاجات الدرامية الأخرى سواء المصرية او الخليجية أو الاعمال المشتركة اللبنانية _ السورية ومن بطولة نجوم الدرجة الاولى .و لاجديد في حضور الدراما السورية والأداء المميز للفنانين السوريين على اختلاف تصنيفات النجومية .الجديد هو عدم تحمل السوريين للصورة الحقيقية للواقع المعاش خاصة وان الهامش غير الضيق للحرية في كتابة النصوص وبالأخص في الخط الاجتماعي وملامسته الشفافة والحساسة لما يجري ونقلها لصورة درامية بات وكأنه سكين يحزّ على الجرح مجددا.مايربك حياة السوريين الذين تآلفوا مع كل المشاهدات الملموسة يوميا لكن مشاهدتها تلفزيونيا تزيد من الغصات غصة قد يرفض من بعدها المتابعة وقد يستمر مستنهضا الإرادة من الوجع وممارسات الظلم والغبن ومن حالات العوز والعجز.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"