الثورة – عبد الحميد غانم:
كثيرة هي الأطراف الإقليمية والدولية التي شاركت بالحرب العدوانية على سورية ودعمت تنظيمات الإرهاب بكل السبل، والعديد من هذه الأطراف أقرت بذلك في مناسبات عدة، وكان الاعتراف سيد الأدلة على تورطها بقتل السوريين، لكن الاعتراف لا يعفيها من المحاكمة ونيل جزائها العادل على ما اقترفت يداها من جرائم بحق السوريين.
اليوم نسمع كثيراً عن اعترافات رئيس وزراء النظام القطري السابق ووزير خارجيته السابق حمد بن جاسم آل ثاني، وآخرها التي تحدث فيها لوسيلة إعلامية خليجية عن تورطه وتورط نظامه وأنظمة وحكومات في المنطقة والعالم بالجرائم الإرهابية التي ارتكبت بحق الشعب السوري ودولته ومؤسساته، وعن المخطط الذي تم تحضيره لاستهداف سورية أرضاً وشعباً وحضارة ومستقبلاً، على الرغم من أنها أي الاعترافات، لم تفاجئ أحداً من السوريين، ولم تأت بجديد لهم، لأنها كانت معروفة لديهم، وقد كشفها الإعلام الوطني السوري، وفضح مؤامرات هؤلاء أمام العالم منذ بداية الحرب، كما فضحتها الدبلوماسية السورية في العديد من المناسبات وعلى المنابر الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان.
لكن لماذا هذه الاعترافات الآن؟ هل هو اعتراف بالذنب وإقرار بتأنيب الضمير أم لأهداف أخرى؟ بالطبع لا، بل هو الإقرار بالهزيمة والفشل وخيبة الأمل من فشل مخططاتهم بعد صمود الدولة والشعب في سورية، فمثل هؤلاء الضباع لا يعرفون تأنيب الضمير وليس لديهم قيم ولا قضية يدافعون عنها، إنه اعتراف بفشل مشغلتهم الولايات المتحدة الأمريكية وفشل الغرب وعملائه، وهو اعتراف غير مباشر بانتصار سورية وشعبها وجيشها وقيادتها.
لقد تآمروا على شعوبهم وبني جلدتهم، وليس غريباً أن تصدر عنهم جرائم ويتورطون بمخططات إرهابية مشبوهة، ولكن الغريب أن يأتوا اليوم ليذرفوا دموع التماسيح وكأنهم نادمون على ما اقترفوه ليتهربوا من المسؤولية، وما من شك أن اعترافاتهم هي إقرار بذنبهم ويجب أن تكون بداية لتقديم مثل هؤلاء للمحاكمة ومحاسبتهم ثم القصاص منهم جزاء أفعالهم بحق السوريين.

التالي