الثورة – درعا – جهاد الزعبي
للرجال بطولات .. وللوطن حكايات خالدة في صفحات المجد ..
جميلٌ أن يعيش الإنسان من أجل وطنه .. ولكن الأجمل أن يستشهد من أجل حرية وطنه الذي لا يعلو عليه شيء.
لقد كان لأهل حوران وكباقي المناطق على امتداد الوطن بطولات سطروها بسجل الخالدين ضد المحتلين ، فقاوموا المحتلين التركي والفرنسي بكل شجاعة رافضين الذل والخنوع وبرزت شخصيات وقيادات ثورية وطنية أمثال سليم صالح الزعبي من غزالة وطلال حريدين من طفس وفارس الزعبي من دير البخت ومفلح المحاميد من مدينة درعا وارشيد الصياصنة وفاضل محاميد والشيخ مصطفى الخليلي قائد الثورة بحوران ضد الفرنسيين، وغيرهم من الأبطال الذين لم تسعفنا الذاكرة لذكرهم.
ويشير “لورنس” في مذكراته ( أعمدة الحكمة السبعة) إلى أن النقطة الأهم في محاولة طرد الأتراك من سورية هي درعا حيث تلتقي بها الخطوط الحديدية الرابطة بين حيفا والقدس ودمشق والمدينة المنورة بالإضافة لكونها مركز تجمع للقوات التركية ولحسن الحظ فإن درعا وحسب ” لورنس” تمتلك احتياطياً هائلاً من الثوار الذين تدربوا في معسكرات فيصل في العقبة وعادوا ينتظرون إشارة البدء ، حيث عقد الثوار ( عوده أبو تايه وطلال حريذين ونوري الشعلان) العزم على مهاجمة الأتراك في ثلاث نقاط هامة للبدء بتحرير حوران من الأتراك وكان لهم ما أرادوا .
نعم لقد كانت حوران أول منطقة في سورية تحررت من دنس المحتلين التركي والفرنسي وكان لثوارها تنسيق وتواصل عالي المستوى مع قائد الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي المجاهد البطل سلطان باشا الأطرش ، وثوار السويداء ، واللجاة والقنيطرة ، وريف دمشق ، وشارك ثوار حوران وعلى رأسهم الشيخ الثائر محمد مفلح الزعبي من اليادودة وأبطال الثورة من جميع قرى وبلدات المحافظة بجميع معارك التحرير وأهمها معركة “المذخر” التي أخرجت الفرنسيين من درعا وصولاً حتى منطقة دير علي والكسوة وقدموا الدعم والمساعدة والرجال واستشهد المئات منهم فداءً للوطن .
ويقول الباحث أحمد محمد عطالله الزعبي في كتابه “صور مشرقة من نضال حوران” أن أهل حوران لم يستكينوا يوماً وقاوموا المحتلين التركي والفرنسي وقدموا مئات الشهداء في سبيل حرية واستقلال الوطن وسطر أهالي حوران صفحات نضالية وطنية خالدة في مقارعة المحتلين حتى تحقق النصر الكبير في طرد المحتل وتحقيق الاستقلال.