الرابطة السورية للأمم المتحدة تدعو المنظمة الدولية إلى توصيف صك الانتداب على فلسطين كجريمة ضد الإنسانية
الثورة – متابعة دينا الحمد:
دعت الرابطة السورية للأمم المتحدة المنظمة الدولية إلى اتخاذ خطوة جريئة في تموز 2022 تهدف إلى توصيف صك الانتداب على فلسطين بصفته جريمة ضد الإنسانية وذلك بمناسبة مئوية إقراره.
وقالت الرابطة في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة وتلقت الثورة نسخة منها: في الذكرى الثانية بعد المائة لانعقاد مؤتمر سان ريمو لمنتصري الحرب العالمية الأولى هم انتصروا على السلام في منطقتنا انتقاماً منا لممارستنا حقنا في تقرير مصيرنا، عقدوا مؤتمرهم فقسموا بلادنا، وفرضوا عليها ثلاثة انتدابات، كان أخطرها ذلك الخاص بفلسطين، وهو المستمر في إباحة القتل منذئذ و حتى الآن.
وتساءلت الرابطة: لماذا التفرد بالحديث عن صك الانتداب على فلسطين الذي صاغه منتصرو سان ريمو؟ والإجابة سهلة، ليس الانتداب صناعة دول بل صناعة عصبة أمم تعاهدت على السلم، فقد أنشئت عصبة الأمم كما أنشئت منظمة الأمم المتحدة بهدف معلن هو إنهاء الحروب وإقامة السلم في العالم، تعاملت هاتان المنظمتان رسمياُ مع صك الانتداب على فلسطين منذ تموز 1922.
وقالت الرابطة: بعد أقل من مائة يوم ستحل الذكرى المئوية لوثيقة لها دورها في تاريخ المنظمتين الدوليتين، قصد منها أن تنشئ سلماً عادلاً في منطقتنا من العالم، فإذا بها تنفرد من بين كل وثائق العصبة ثم المنظمة بأنها أعطت شرعية لارتكاب جريمة ضد الإنسانية هي التغيير السكاني القسري.
وذكّرت الرابطة الأمين العام للأمم المتحدة بحقائق التاريخ قائلة: عد إلى التاريخ قليلاً وأنت من دولة لها في التاريخ وعليها، كان سيسيل رودس مثلاً أعلى لهرتزل، وبأثر من قادة دول في طليعتهم قادة كيان عنصري وطده رودس في جنوب القارة الإفريقية تحولت عصبة الأمم في تعاملها مع فلسطين إلى ما يماثل “شركة جنوب إفريقيا البريطانية “، تلك الشركة المرذولة.
وتابعت الرابطة: لعصبة الأمم ثم لمنظمة الأمم المتحدة تاريخ مظلم مع حقوق الشعب الفلسطيني، تبنى الانتداب نص وثيقة تتضمن تعهدين متناقضين: وطن قومي لليهود وعدم مس بحقوق السكان، تعهدان تستحيل المصالحة بينهما، تحولت وثيقة مستعصية التطبيق، هي تصريح بلفور، إلى انتداب أقرته عصبة الأمم وتعاملت معه منظمة الأمم المتحدة، والنتيجة؟ سفك دم يومي.
ما العمل إذاً؟ تقول الرابطة: إن الخطوة الأولى إشهار التاريخ المظلم الذي خطته العصبة ثم المنظمة أمام العالم، وإشهاره بخطوة جريئة تقوم بها المنظمة في تموز 2022، مراجعة الذات صواب يوقف التوغل في الخطأ ـ ولتكن من الأمانة العامة للأمم المتحدة في مئوية إقرار مجلس العصبة للانتداب، لتكن منها خطوة مراجعة للذات، ولتعقد ندوة في مبناها بجنيف يبحث في التكييف القانوني للانتداب على فلسطين، ولتحكم الندوة القانونية: ألا تكتمل في الانتداب عناصر جريمة ضد الإنسانية؟
وتعلم الرابطة بالطبع أن الحرب في أوكرانيا تشغل العالم، وتستأثر باهتمامه، وتهدد مستقبل الأمم المتحدة، لكنها تعلم أيضاً أن ما وقع في أوكرانيا ما كان له أن يقع لو حرصت منظمتنا على القيام بكل ما في وسعها لكي تنفذ قراراتها، تغاضت الأمم المتحدة عن تنفيذ قراراتها ذات الصلة بحقوق شعب فلسطين، فهان في العالم شأن القانون الدولي ومعه التنظيم الدولي.
واختتمت الرابطة رسالتها بالقول: تمر الأمم المتحدة بأخطر أزمة في تاريخها منذ إنشائها، ولذلك فإن أحد مرتكزات التعافي الاحتكام إلى فلسفة التأسيس، فلا بد من إقامة السلم على أساس القانون الدولي، داعية الأمين العام للمنظمة والعالم إلى وقفة مع القانون الدولي في 24 تموز 2022، أي بعد 100 عام من إقرار صك الانتداب الذي أخرج نصف الفلسطينيين من أرضهم وحل محلهم مستوطنون يمارسون العنصرية على النصف الباقي، ولتكن مناسبة 24 تموز 2022 نفحة تفاؤل لعالمنا المهدد بالدمار الشامل.