سمر الديوب.. قصيدة الومضة والنوع المقارن دراسة في البناء الضدي

الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
اختلف النقاد بين رافض ومعجب بالومضة الشعرية، ومنهم من رأى فيها عبارة عن تراكم خبرات شعرية، ومنهم أشار إلى التأثر بالغرب أو النقل عنه، فكان للأستاذة الدكتورة الباحثة “سمر الديوب” رؤيتها الخاصة من خلال دراسة في البناء الضدي بعنوان”قصيدة الومضة والنوع المقارن”، الكتاب مكون من114 صفحة، بدأت بمقدمة الكتاب بمقولة للأديب “ريمون إينمون” :”الإبداع.. هو النظر إلى المألوف بطريقة غير مألوفة” وأشارت لاهتمام هذه الدراسة بنوع شعري جديد لم ينل حظه الوافي من أقلام النقاد وهو الومضة بأنواعها: العمود والتفعيلة، والنثرية وسعت الباحثة لإثبات بناء القصيدة الومضة بأنواعها على الثنائيات الضدية .
قسمت الدراسة لثلاثة أقسام ، قسم يهتم بتعريفات المصطلحات، قسم يدرس الومضة التي بنيت على التفعيلة والومضة النثرية تناولت فيها الومضة والبناء الضدّي : الاصطلاح والركائز، وبحثت كذلك في الثنائيات الضدية لغة واصطلاحاً، والمصطلحات المتعارضة معها، والمتداخلة معها.
وخصصت قسماً مستقلاً للعمود الومضة: نظراً لأهميتها وحداثتها، وقلة شعرائها، وقد وقفت عند أول تجربة في هذا الميدان، وعند تجربة لاحقة أكثر نضجاً فنياً .
فمثلاً بحثت في التجربة الشعرية الأنضج والأكمل للشاعر “مشتاق عباس معن” “وطن بطعم الجرح” ويذكر في هذا المقام أن الدكتور الشاعر “مشتاق عباس معن” أول من كتب في العمود الومضة، واجترح هذا المصطلح .
حيث عدّت “ديوب” الومضة علاقة تواصل بين المبدع والمتلقي، والمبدع يحاكي من خلالها ذكاء المتلقي ، وقدرته على الكشف عن الدلالة الحقيقية المستترة وراء ومضته، لذلك تعد الومضة عنوان صلح بين المبدع والمتلقي، فلا تنتهي مهمة الشاعر بكتابة نصّه، بل تمتد إلى المتلقي، فتخاطب فطنته وذكاءه، وتحدث فيه تأثيراً، وتحاكي فكرة في استنطاق ما لم يقله في الومضة..
وبحثت الباحثة بتاريخ الومضة بين التراثين العربي والعالميّ، وارتباطه بأدب الرسائل في الأدب القديم، وقد نشأ في صدر الإسلام، وثمة رسائل سياسية كانت ترفع إلى الخليفة تتضمن تظلماً أو شكوى فكان يوقع بمثل أو حكمة أو آية كريمة..ألخ، وهي جملة مكثفة مركزة ، تتضمن الحل والتوجيه للحل..

وأشارت لتسمية الومضة بالهايكو في النقد المعاصر، والتانكا لشبههما بفن شعري ياباني قديم مقتضب، تنطوي القصيدة في الهايكو على فصل من فصول السنة، تستحضر الطبيعة والطيور والحشرات، وتقوم على الاقتصاد اللغوي ، وتكثيف الدلالة، وقد سبق فن الهايكو فن التانكا، وهي قصيدة مكونة من خمسة مقاطع ، وانتشرت بين الحاشية والرهبان..
وحاولت “ديوب” من خلال الدراسة أن تجيب عن العديد من الأسئلة من قبيل : هل هناك شباب وشيخوخة للنوع الأدبي؟ وهل تصمد الومضة على ساحة التلقي ؟ وما هو مستقبلها؟ وأين مكمن التميز والفرادة فيها؟ وإن كان البحث عن المعنى مؤدياً إلى إغناء النص بمنجزات التداولية ، وكان البحث في البناء الضدي مبنياً على معطيات البنيوية وما بعدها ، فكيف يكون ذلك من غير أن ننصرف عن الهوية الشعرية؟ وإن كانت دراسة البياض والصمت، وفائض المعنى، ونص الصورة دراسة مشروعة، فكيف نفرق بين هذه الأمور في الشعر وفي جنس أدبي آخر؟ مما لاشك فيه أن المهم هو النص المدروس.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"