الملحق الثقافي:
نظم مجمع اللغة العربية بالقاهرة ندوة بعنوان «الأغنية العربية.. كلمة راقية وصوت معبر ولحن
تحدث فيها الناقد صلاح فضل، رئيس المجمع، وقد توقف عند محطات من نشأة الأغنية وتطورها.
يقول: «كانت الأغنية الشعبية القديمة مطلقة العنان، بالغة الارتباط بحياة الناس اليومية ولغتهم اليومية ولهجاتهم اليومية، لكن منذ بداية القرن العشرين تقريباً، ومنذ بزوغ عصر النهضة، ظهر تيار جديد باسم شعر العامية، وكان على رأسه كل من: بيرم التونسي وصلاح جاهين وفؤاد حداد وفؤاد قاعود وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودى وجمال بخيت خاتمة هذه السلسلة الأدبية.. وقد ساهمت الأغنية الشعبية فى ذلك الوقت بالارتقاء بشعر العامية وهو ما يشبه المؤامرة فى ظني، ولكن بمعناها الجيد».
وتحدث رئيس مجمع اللغة العربية أن أم كلثوم استدعت الشاعر العظيم أحمد رامى، وقالت له أريد أن تكتب لي أغنية بمواصفات خاصة، «تستخدم فيها لغة الصحافة، التي هي لغة وسيطة بين الفصحى وبين الكلام الدارج.
ويضيف صلاح فضل: «أعتقد أن هذا العقد الغنائي الجميل المتميز كان بداية العصر الحقيقي للأغنية الراقية، ومنذ تلك الفترة أصبح لدينا تياران، تيار الأغنية الفصيحة التي تلجأ إلى روائع الشعر العربي، وتيار الأغنية المكتوبة بعامية خالية من الإسفاف والابتذال والتحلل الخلقي».
يواصل: «نهاية القرن العشرين تقريباً، تخلى الشعر الفصيح عن رسالته الإعلامية، وأصبح شعراً ذاتياً ووجدانياً، وبهذا قل تأثير الشعر لدى الأجيال الجديدة، وبقي رأس الجبل الثلجي وهو الأغنية سواء كانت مكتوبة بالفصحى أو العامية الراقية، فالأغنية لا تقل أهمية عن رغيف الخبز، وبتدهورها يفقد الناس غذاءهم اليومي من الشعر».
ولفت صلاح فضل الانتباه إلى أن المجتمع المصري يؤثر بشكل كبير في الأمة العربية، ويفرض عليها التيارات الفنية، كما فرض عليها من قبل طه حسين ونجيب محفوظ وأعلام النهضة الثقافية، فمصر قادت أمتها بالسينما والغناء الراقي والفنون الرفيعة، وهو ما يعني أن استمرار تدهور الأغنية في مصر سيؤثر بالسلب على المستقبل الفني للبلاد العربية.
التاريخ: الثلاثاء19-4-2022
رقم العدد :1092