الملحق الثقافي: ديب علي حسن :
لا نأتي بجديد إذا ما قلنا :إن الاختراع الذي غيّر وجه التاريخ بل أعطى التاريخ نسغه هو الأبجدية التي نقلت الإنسان من حالة عماء وجودي إلى بداية التدوين لتحل الذاكرة المكتوبة محل المرويات ولتبدأ رحلة الكتاب وبالتالي القراءة .
فلا قراءة بلا كتاب، ولا كتاب بلا قاريء، لا معنى لورق مخطوط أو مطبوع حين يبقى حبيس الأدراج .
الكتاب أبجدية المعرفة الأولى ..كنّا في عدد أسبق قد فتحنا ملف المكتبات وأشرنا إلى أن وجودها الأول كان هنا في سورية بلاد الشام الطبيعية ومازالت رقمها باقية ..
اليوم نستكمل الحديث عن الكتاب الذي يجب أن يكون حاضراً كما الخبز والدواء والكساء…بل يمكن القول :إن الكثيرين جاعوا حتى يوفروا ثمن كتاب ومنهم كاتب هذه السطور…
اليوم، في ظلّ التطور الهائل للطباعة والنشر لم يعد مقبولاً ألا يكون الكتاب في كلّ بيت وكلّ مدرسة وجامعة..
لن نعيد ما قاله الأدب في مديح الكتاب فهو معروف ومشهور..
ولكن علينا أن نقول :إننا جميعنا مقصرون في إعادة إحياء الكتاب والقراءة وجعل الكتاب بمتناول الجميع الكتاب الجيد بالسعر المقبول..
لدينا مؤسسات ثقافية، لم تقصر في هذا الشأن، لكنّها مدعوة إلى المزيد ..في المؤسسات الإعلامية وهي معنية بالأمرثمة تقصير كبير بدأ منذ عقدين أو ثلاثة من الزمن حين تخلت هذه المؤسسات عن الكثير من مهامها الثقافية والفكرية.
في سورية مئات دور النشر ومازال الكثير منها يعمل ويقدّم الكتاب ولكن للاسف مازال الكتاب مرتفع الثمن ..
الكتاب للجميع، فكرة كانت وتمّ تنفيذ قسم منها ..هل تذكرون كتاب صحيفة الثورة وكتاب في جريدة مع جريدة تشرين وكتاب البعث ..
نحن بأمس الحاجة إلى إعادة إطلاق فكرة الكتاب للجميع ولا أحد خارج المسؤولية ..ملف نفتحه للنقاش لعلنا نحرك ساكناً …
d.hasan09@gmaiL.com
التاريخ: الثلاثاء19-4-2022
رقم العدد :1092