ليس بجديد على سورية ما تمر به هذه الأيام من أجواء الفرح والأعياد، فنيسان نبض الانبعاث وخلاصة الهطل حيث تم جلاء المستعمر الفرنسي عن تراب سورية، فكيف إذا امتزج معه عيد الفصح المجيد وشهر البركة والخير رمضان.
في دمشق امتداد الروح وخفق القلب لم يتوقف الفرح عنها يوماً عبر التاريخ.. فصباحاتها مكتظة بالضوء والنور، وراية المجد في بهائها وعزها، كيف لا .. وشعبها الأبي يصنع الحياة من جديد بعد حرب دامت لمدة عشر سنوات ونيف، وجيشها أعاد كتابة التاريخ وأثبت أن نسغ العروبة والكرامة والعزة يسيران في عروقه ألقاً وصموداً.
كثيرة هي أوجاع الشعب السوري وثقيلة وطأة الحرب عليه لكن ما نراه اليوم أجمل وأبهى، أجراس الكنائس وأصوات المآذن تصدحان في كل مكان إيذاناً بالفرح والأمل القادم، نرى السوريين من ينابيع الدهر يزرعون الطهر والأمل والفرح، بصماتهم على جدران الزمن جلية تشي بمستقبل شامخ كما الراسيات أبد الدهر.
سورية الحضارة والثقافة آلاف من سني العطاء، وجهها الحضاري لم ولن يتغير ورسالة المحبة والإيمان بالشعب والإنسانية تزداد تألقاً وبهاء وعزيمة وإرادة في مقارعة أعداء سورية .. لأن سورية كانت وما تزال المجد الذي لم يغب.
في هذه الأعياد المباركة لابد أن ننحني لأرواح شهداء سورية لأن الأوطان لا يمكن أن تبنى وتعلو وتشمخ إلا إذا ضحى الأبناء بأرواحهم الطاهرة ونقول لهم أن دماءهم لم تذهب هدراً وإنما أورقت انتصارات تليق بمقامهم العالي.
اليوم وغد سنحتفي بالحب والإنسانية والسلام، فنحن من نزرع حقول الدنيا ضياء، ونحن منذ بدء التكوين كنا ومازلنا الجذور الراسخة، ولنا أن نرسم ملامح المستقبل القادم كما رسمناه فيما مضى.. وكل عام وسوريتنا بألف خير.
رؤية – عمار النعمة