جريمة تدمير الرقة من قبل (التحالف الأميركي) اللا شرعي، وإبادة آلاف المدنيين من سكانها، ستبقى إحدى الشواهد الحية على وحشية الإرهاب الأميركي، وسورية لم تزل حتى هذه اللحظة تواجه الإرهاب الأميركي بأشكاله وعناوينه المتعددة، ومن الواضح أن إدارة بايدن تعمد لإطالة أمد حربها الإرهابية لتثبيت احتلالها لأجزاء من الأرض السورية، وإيجاد موطئ قدم دائم لها يخدم مصلحة العدو الصهيوني، ويساعده على التمدد والتوسع على حساب حقوق شعوب المنطقة، وإعطاء وجوده الاحتلالي صفة الشرعية.
حتى اليوم، تتعمد الولايات المتحدة إعطاء معلومات كاذبة ومضللة حول حجم الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بالبنية التحتية لمدينة الرقة، وتحاول تقليل أعداد الضحايا المدنيين الذين أبادتهم بالفوسفور الأبيض، ومختلف الأسلحة المحرمة دولياً، بهدف طمس الحقيقة، والتنصل من تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية عن تلك الجرائم، ولكن الوقائع على الأرض تؤكد أنها تعمدت تدمير المدينة ومحيطها تحت كذبة محاربة (داعش)، وأن الدول الشريكة بسفك الدم السوري ضمن (التحالف الأميركي) اللا شرعي، ساهمت أيضاً عبر طيرانها الحربي بقتل آلاف المدنيين، من دون المساس بإرهابيي داعش، لتستكمل ميليشيا (قسد) العميلة اليوم ارتكاب الجرائم الأميركية بحق أهالي الجزيرة.
تدمير الرقة، ليست الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في سورية، فهي لم تترك وسيلة إجرامية إلا واستخدمتها طوال سنوات الحرب الإرهابية الماضية، ولم تزل تمارس أعلى درجات الإرهاب بحق الشعب السوري، الأمر الذي يضع الإدارات الأميركية في مصاف التنظيمات الإرهابية، ويعطي الدولة السورية حقها المشروع في مقاومة الإرهاب الأميركي، والعمل على دحره بكل السبل التي أقرتها قوانين الشرعية الدولية، فأميركا قوة احتلال غازية، ومقاومتها واجب مشروع، ومطالبتها بالتعويض عن الأضرار الجسيمة والخسائر الفادحة التي ألحقها احتلالها وعدوانها المتواصل هو أيضاً حق مشروع لسورية، ومن واجب مجلس الأمن كهيئة دولية يقع على عاتقها حفظ الأمن والسلم الدوليين أن يقف بقوة مع سورية لكبح جماح الإرهاب الأميركي، ووضع حد لاستهتار أميركا بالقانون الدولي وبحقوق الشعوب وثرواتها.
رغم كل الجرائم الأميركية الوحشية، إلا أن الإرهاب العسكري والاقتصادي والنفسي الذي تمارسه الولايات المتحدة وأتباعها الغربيين، لم يثن السوريين عن مواصلة تصديهم ومقاومتهم لكل أشكال العدوان والحصار، ولم يمنعهم عن مراكمة انتصاراتهم، وقد قطعوا أشواطاً طويلة على مسار إنجاز نصرهم الكامل على الإرهاب وداعميه، وما زالوا متشبثين بقرارهم السيادي الحر، لعلمهم اليقين بأن ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام.
البقعة الساخنة -ناصر منذر