يصب الإرهاب جام حقده وإرهابه على مدينة الحسكة وريفها، وتبدو أطرافه وأدواته أكثر استشراساً من ذي قبل في انعكاس صارخ للحالة المأساوية والمزرية التي وصلت إليها تلك المنظومة التي بدأت أركانها بالتصدع والانهيار بعيد امتلاك الدولة السورية لزمام الأمور ودحر الإرهاب من معظم الجغرافيا السورية.
التناغم وتوازع الأدوار بين جوقة الإرهاب بدا واضحاً خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما بين الولايات المتحدة ومرتزقتها من جهة، وبين النظام التركي وإرهابييه من جهة أخرى، فخلال أسبوع واحد تعرضت مدينة الحسكة وريفها إلى شتى أنواع الإرهاب والقتل والتدمير.
بالأمس نفذت قوات الاحتلال الأميركي إنزالاً جوياً في ناحية مركدا بريف الحسكة الجنوبي وقامت باختطاف المدنيين وتدمير منازل المواطنين، وبالتوازي تواصل ميليشيا قسد الإرهابية حصار أهلنا في الحسكة وتمنع عنهم كل سبل الحياة من غذاء ودواء وكهرباء، يجري هذا في الوقت الذي تواصل فيه أيضاً قوات الاحتلال التركي وإرهابيوها اعتداءاتها بالمدفعية على ريف الحسكة الشمالي حيث بات الدمار والهلع والنزوح عنوان المشهد هناك.
مع كل جريمة حرب تقوم بها أميركا وأعوانها، يطفو على السطح مشهد الصمت المخزي المتواصل لمنظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها الدولية عن تلك الممارسات والجرائم الأميركية، ليس بحق الشعب السوري فحسب، بل بحق شعوب العالم بمجمله، وتطفو معه متلازمة ” العجز والشراكة الفعلية ” لتلك المنظمة في تلك الجرائم والممارسات الإرهابية التي لا تزال تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة والعالم.
أميركا اليوم في موقع المأزوم والمهزوم في آن معاً، لاسيما في ظل التحولات الجارفة التي لا تزال تعصف بالمشهد الدولي والتي أطاحت بكل القواعد التي كانت تحكم بها الأخيرة العالم وتقبض من خلالها على رقاب الشعوب وتتحكم بمصائر الدول، وهذا الأمر يجعلها وشركاءها في الإرهاب والاستعمار والاحتلال في حالة من الهستيريا والجنون الدائمة التي قد تدفعها إلى إشعال نفسها قبل إشعال العالم.
نبض الحدث -فؤاد الوادي