الملحق الثقافي:غسان شمه:
جدل ساخن تشهده الأعمال الدرامية خلال الموسم الرمضاني الحالي وعلى مستويات متعددة سواء في الإعلام أم على صفحات التواصل الاجتماعي، وقد امتد واسعاً ليشارك به عدد من الفنانين والمثقفين والجمهور، بطبيعة الحال، الذي يتلقى تلك الأعمال من موقع المتعة والتسلية وربما العادة من خلال تعليقات تكشف الكثير من آليات التلقي التي يمكن رصدها والبحث في مضامينها..
وكان من الطبيعي أن يتصدر مسلسل «كسر عضم» هذه المساجلات النقدية والفنية بسبب نبشه العميق في جوانب مؤلمة من الواقع المعاش والتركيز على جوانب محددة نخرها الفساد من خلال نص وعمل إخراجي أجاد في كشف الكثير من الوقائع التي تتعب الروح..
وقد ثمن البعض هذا العمل الدرامي الواقعي في شكل تناوله للشخصيات وللموضوعات المتعددة التي يتطرق إليها بغية كشف الفساد ومحاربته، لكن البعض لم يفضل الاقتصار على الجانب السلبي بل طالب بالإضاءة على جوانب إيجابية في المجتمع.. وهذه النقطة ربما تثير إشكالية فنية تتعلق بدور الدراما وطريقة تقديم رؤية القائمين على العمل، وهنا ندعي أنه من حق العمل تسليط الضوء على جانب أو أكثر، بل من الطبيعي التركيز على الجانب السلبي أو الشرير لدورهما الكبير في صناعة الحدث الدرامي وكذلك التنبيه على أثرهما السلبي في حياتنا.
ومن الأعمال التي أثارت جدلاً ليس بالقليل مسلسل «جوقة عزيزة» الذي يكشف جوانب من الحياة في مرحلة مبكرة من القرن الماضي في مدينة دمشق، كانت قد تداولتها الكثير من أعمال البيئة التي شوهت، بتقديرنا الكثير من تفاصيلها، ليأتي جوقة عزيزة ويكشف جوانب أخرى، ربما توصف بالمسكوت عنه، بجرأة رأى البعض أنها تجاوزت الحدود لكن ربما تكون الوثيقة التاريخية هنا ذات أهمية خاصة في التعاطي مع الحدث من وجهة نظر صناع العمل الذي حرص على كشف الكثير من صور الزيف الاجتماعي رغم بعض المشكلات الفنية على صعيد الأداء لدى البعض من المشاركين ولكن بالمقابل قدم آخرون أدوارهم بشكل جيد..
عموماً هناك الكثير من المحطات التي يمكن التوقف عندها في هذين العملين، وكذلك أعمال أخرى.
التاريخ:الثلاثاء26-4-2022
رقم العدد :1093