الاجتماع الذي عقد في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين في غرب ألمانيا الثلاثاء الماضي وبمشاركة أربعين دولة بما في ذلك كيان الاحتلال الصهيوني وبرئاسة الولايات المتحدة الأميركية من أجل تقديم الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا يشكل خطوة تصعيدية استفزازية من قبل الإدارة الأميركية والدول الأوروبية ضد روسيا من شأنها إطالة أمد الحرب وجر العالم إلى حرب عالمية لايمكن التنبؤ بعواقبها ونتائجها الكارثية على الأمن والسلم الدوليين.
لقد بات واضحاً لكل من يملك بصراً وبصيرة ويتابع الأحداث في أوكرانيا أن الولايات المتحدة الأميركية جعلت من الأراضي الأوكرانية ساحة للصراع مع روسيا مستغلة وجود الرئيس زيلينسكي العميل لأميركا والذي يعمل كبيدق لتنفيذ الأجندة الاستعمارية الأميركية التي تستهدف الأمن والاستقرار في روسيا وهو بذلك يتحمل إزهاق أرواح الشعب الأوكراني من خلال رضوخه للإملاءات الأميركية وبالتالي تعنته وإصراره على الانضمام إلى الناتو وجعل الأراضي الروسية مكشوفة لأعداء الشعب الروسي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية التي تتمسك بنظام القطب الأوحد وفرض هيمنتها على دول وشعوب العالم ونهب ثرواتها.
التصعيد الأميركي الخطير في أوكرانيا بات واضحاً من خلال حشد الدول الخاضعة للهيمنة الأميركية والضغط عليها لفتح خزائنها من المال والسلاح وتقديمه إلى النظام الأوكراني الذي يأتمر بأوامر الاستخبارات الأميركية، وقد وصل حجم الدعم الأميركي لنظام كييف نحو 3.4مليارات دولار خلال شهرين، وأسفر الضغط الأميركي إلى إرسال أسلحة حديثة من معظم الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا والكيان الصهيوني الأمر الذي يشير إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تطورات خطيرة يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة.
التطورات الخطيرة التي يمكن أن تجرها الاستفزازات والتصعيد الأميركي ضد روسيا عبر عنها الرئيس بوتين، حيث قال كل من يحاول التدخل معنا أو خلق تهديدات لبلدنا وشعبنا يجب أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريًا وسيقود إلى عواقب لم تشهد من قبل في التاريخ نحن مستعدون لأي تطور للأحداث وكل القرارات اللازمة اتخذت بهذا الخصوص، في حين قال وزير الخارجية الروسي غداة زيارة قام بها لأوكرانيا وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان إن الخطر كبير وحقيقي مشيراً إلى احتمال توسع نطاق الحرب وتحولها إلى نزاع عالمي، وهذا يشير إلى أن المرحلة القادمة خطيرة مع التأكيد أن روسيا لن تقبل إلا بتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وفي مقدمتها ضمان الأمن القومي الروسي واستطرادا تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.