يبدو أن مديرية تربية حمص أصبحت تشجع التعليم الخاص ” المعاهد التعليمية الخاصة والدروس الخاصة في المنازل ” وعلى نحو غير مباشر. لأن ما يحدث في مدارس المحافظة من ترهل إداري ينتج عنه تغاضي الإدارات عن وضع حد للانقطاع المبكر لطلاب الصفوف الانتقالية عن المدارس بذريعة التحضير للامتحان!!
فهل يُعقل أن تكون مدة التحضير للامتحان شهرا كاملاً ..؟ وهل أنهى المدرسون الخطة الدراسية المقررة خلال الفصل الثاني؟
بالطبع سيجيب أي مسؤول في مديرية التربية عن تساؤلاتنا بإلقاء اللوم على الأهل قبل أي طرف آخر ثم على إدارات المدارس؛ ومهددا بترقين قيد كل طالب تغيب عن المدرسة, متناسياً أن المدرسين في بعض المدارس أسرعوا في إعطاء بعض الدروس وفي إجراء المذاكرات الكتابية كي يقتنع الطلاب بعدم جدوى الدوام في المدرسة ..! وفي مدارس أخرى أصبحوا يلومون الطالب لأنه أتى إلى المدرسة. بالإضافة إلى أن بعض المدارس لم تُجر المذاكرات الشفهية للطلاب وهي مقررة ومتعارف عليها لدى الجميع وتساهم في تحسين مستوى الطالب المقصر وتصقل معلوماته قبل الامتحان الأخير. كما أنه لم يتم إعطاء سوى عدد قليل من الدروس في مواد كثيرة وخاصة اللغات الأجنبية.
إن الدليل على كل ما سبق هو زيارة وزير التربية الدكتور دارم طباع لعدد من المدارس في حمص منذ حوالي ثلاثة أسابيع حيث كان من استعدادات مديري المدارس جمع الطلاب المتواجدين في شعب متجاورة , والطلب من طلاب الصف الثامن والسابع أن يقولوا أنهم في الصف الثالث الإعدادي ..!!
من المؤكد أننا هنا لا نعمم ونتهم كل المدرسين بالإساءة للعملية التعليمية , لأن التعميم لغة الحمقى من ناحية ومن ناحية أخرى لوجود مدرسين ما زالوا ملتزمين بتأدية رسالتهم على أكمل وجه.
هذا غيض من فيض ما يحدث في مدارس محافظة حمص. المدارس التي يجب أن تكون المصدر الوحيد والمقدس للتعليم , لأن تطور أي بلد يقاس بمستوى التعليم فيه وليس بالعدد الكبير للمعاهد الخاصة القائمة على تحقيق الربح المادي قبل أي شيء آخر.