يتبرع سنوياً في قريتي وادي العيون، أحد أبناءها المقتدرين بتوزيع الخبز مجاناً طيلة شهر رمضان المبارك، كما بادر ابن آخر بإنارة زوايا الشوارع الرئيسية بالطاقة الشمسية، هناك أيضاً من يقدم مبالغ مالية كإعانات دون ذكر اسمه، أي أن بذور الخير وروح المبادرة لتقديم عمل يساهم في تنمية البلدة ومساعدة السكان موجودة بين أبناء البلدة.
إن هذه الأعمال على قلتها وتباعدها، إلا أن لها أهمية ليس لجهة زرع الخير بين الناس فقط، وإنما لنشر فكرة العمل للصالح العام وهو مانستطيع تسميته بالتنمية، إن وجود بعض من أبناء البلدة لديه الاستعداد لتقديم الجهد والمال، هو دليل ورغبة منه للمشاركة في تنميتها، لكن العمل الفردي لا يكفي، إنما يحتاج إلى تعاون الجميع وخاصة الإدارة المحلية في البلدة.
هنا يمكننا السؤال عن دور البلدية في تبني هذه المبادرات وتنميتها والعمل على استمراريتها وتحويلها إلى جمعية حتى لو كانت خيرية، تبني العمل الجماعي وتنمّيه، سواء لمساعدة المحتاجين، أم دعم المرافق الحيوية بالبلدة.
إن وجود عمل منظم بين البلدية والناس يساهم في توجيه المبادرات نحو الاحتياجات الحقيقية وينميها ويساهم في نشر فكر العمل الجماعي ويعزز الانتماء للبلدة.
لجأ الأهالي في السنوات الأخيرة إلى الاستعاضة عن وقود التدفئة لقطع الأشجار، لم لا تكون إحدى المبادرات العمل على التشجير المنتظم لتعويض الغطاء النباتي الذي استهلك للتدفئة.
إن ذريعة نقص الموارد بسبب الحرب التي نسمعها من البلديات يقابلها وفرة بالموارد البشرية ومبادرات ونوازع خير عند بعض الاهالي، على البلدية استثمارها، وتنميتها ، وهذا موجود في قانون الإدارة المحلية ولا يحتاج إلا تفعيله.
لم يعد مقبولاً الاستسلام لقلة الموارد وترك التراجع في الخدمات، في الأرياف، هناك فرص متاحة على الادارة المحلية الاستفادة منها، وتحويل بذور عمل الخير الى تنمية.