كانت ولاتزال بالنسبة لنا الأجمل، والأبهى، والأطهر عبر التاريخ، نحبها، نعشقها، نراها نجمة السماء وبوابة الشرق وزينة مدن وعواصم الأرض .
اليوم تعيش دمشق حالة مختلفة فهي التي نفضت عنها غبار الحرب الغادرة لتحتفي وأبنائها بأعياد كريمة كعيد الفصح وعيد الفطر السعيد وعيد العمال .
لاشك أن سورية تعرضت لحرب لم يشهد لها التاريخ من قبل، وثمة من شرب من مائها وألقى حجراً بها رغم خيرها الغامر للدنيا بأكملها، فهي الوطن الذي أصغر حجر به أكبر عمراً من مدن الذين تجرأوا عليها.
في أعيادنا المباركة وأنت تسير في شوارعها تشتم رائحة الجمال والطيب والريحان، ترى السوريون كيف يمدون يد العون لبعضهم البعض، يمارسون طقوس العيد والحب، فخورين بما صنعوه وقدموه رغم الجراح الأليمة.
لم تأت طقوس العيد هذه من فراغ، فالسوريون أبناء الحضارة ومساكب الإنسانية، لا يمكن لهم أن يتوقفوا عن العطاء، فمن بين جنبات أقدم عاصمة مأهولة في العالم، تتفتح نوافذ المحبة، والنور، لتبث الأمل رغماً عن كل الظلام الدامس الذي يحيط بنا، وعن أعداء الحياة الذين أرادوا لنا الدمار والقتل والخراب .
دمشق ابنة سورية، ومن خلالها نستطيع رؤية وملامسة عيون السوريين الذين يؤمنون بأن سورية كانت ولاتزال واحة الأمان لكل من يعيش على أرضها أو يزورها… وكل عام وأنتم بألف خير .