الثورة – حلب – سهى درويش:
تسطع ذكرى السادس من أيار عزة وفخاراً، وترسل شعاع الوفاء والنور على مساحة الوطن الذي تعطر ربيعه بالدماء الزكية الطاهرة التي روت ترابه دفاعاً عنه، وفي كل عام نستذكر تضحيات من صانوا الأرض ورسموا ملامح المستقبل، وكان شعارهم “الشهادة أولاً لأنها طريق النصر “.
وفي هذه الذكرى نقف عند بطولات وتضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم، ولأنهم كانوا أصحاب رسالة وأمانة حافظوا عليها وكانت النفس رخيصة أمام عزة الوطن.
الشهادة بطولة ورسالة أجيال نستذكر فيها قصص أبطال دافعوا واستبسلوا وهو ما ترويه لنا المهندسة هند رزوق زوجة الشهيد العقيد شرف معتصم يوسف رزوق الذي ارتقى بروحه الطاهر ة في ثكنة هنانو في يوم عيد الجلاء عام ٢٠١٤، وهو الضابط في كلية المشاة والذي أقسم بالدفاع عن وطنه حتى النصر أو الشهادة فصان القسم ولبى نداء الوطن.
وتتابع السيدة رزوق بأن الشهيد كان من أول الحرب الإرهابية الظالمة على الوطن في ساحات الدفاع عنه، وتعرض لعدة كمائن وأصيب عدة مرات، وفي كل مرة يزداد إصراراً على خوض المعارك ضد أعداء الوطن.
وأضافت بأن الشهيد كان يدافع حتى آخر رمق في روحه لأن الوطن أغلى ما لديه، وأمنيته أن يتم مهمته بحب الوطن، فهو ابن محافظة إدلب ودافع عن مدينة حلب واستشهد فيها ودفن في محافظة السويداء، مشيرة إلى أن وصية الشهيد أن نتابع المسيرة في خدمة الوطن، وهو كان الداعم والمساند لي ولأبنائي، وأنا على عهده مستمرة، فالوطن غال ويستحق التضحيات وبذل الدماء في سبيله، ونحن مشاريع شهادة فداء له، وأصحاب فكر وبناء لإعادة إعماره.
المعلمة ميادة خطيب والدة لشهيدتين كانت تتهيأ مع طفلتيها “ريان ولانا الجندي” للاحتفال بنصر حلب، إلا أن قذائف حقد الهزيمة طالتهما لترتقيان بروحهما يوم فرحة نصر حلب عام ٢٠١٧.
وتقول السيدة ميادة: الوطن غال ويستحق أن نقدم التضحيات لأجله وأشعر بالفخر والاعتزاز، فهذه الأرض الطاهرة من واجبنا الحفاظ عليها، ووفاء لها ولدماء شهدائنا وتضحيات أبطالنا سنعيد الإعمار فكراً وعلماً وحجراً.
إن ماسطره أبناء الوطن من بطولات أصبحت ملاحم تاريخية ومنهجاً للأجيال، ورمز عزتنا وفخرنا بأن سورية ولّادة الأبطال.