شهر الامتحانات، أو ما يطلق عليه شهر الاستنفار الأسري بسبب حالة التوتر والقلق التي تصاحب جميع أفراد الأسرة على إثر اقتراب موعد الامتحانات التي تلقي على العائلة بظلالها السوداء، حيث تسود العصبية ويصبح النزق سمة أساسية لكل أفراد الأسرة.
وتتجسد حالة التأهب والاستنفار الأسري في مجموعة من الأمور التي يقوم بها الأهل كفرض قيود وإجراءات وضوابط صارمة ليس على أبنائهم فحسب، بل على أنفسهم أيضاً، كمنع الخروج والموبايلات والزيارات الأسرية.
قد يكون ما يفعله الآباء والأمهات خلال فترة الامتحانات مبرراً نوعاً ما تحت عنوان “الخوف والحرص على أبنائهم”، لكن ما يتوجب على الأهل الانتباه له جيداً هو أن هذا الخوف والحرص قد يعطي مفاعيل عكسية على الأبناء إذا زاد عن حدوده الطبيعية، لأن ما يحتاجه التلميذ خلال فترة الامتحانات وماقبلها سواء أكان طفلاً أو مراهقاً، هو بعيد كل البعد عن القيود والإجراءات الصارمة، وأقرب إلى الهدوء والراحة النفسية بسبب حالة القلق والتوتر والخوف والتي تفرضها أجواء الامتحانات.
ما يقوم به بعض الآباء والأمهات من تصرفات وسلوكيات غريبة وغير تربوية مع أبنائهم مثل التشدد غير المبرر والشتم والصراخ و(حبسهم) داخل غرفهم ومنعهم من التواصل مع الآخرين وقطعهم عن العالم الخارجي، سوف يزيد من وطأة الامتحانات عليهم، بل سوف يضاعف من توترهم وقلقهم وخوفهم.
من أهم الأمور التي يحتاجها أبناؤنا خلال التحضير لمرحلة الامتحانات هو تعزيز طاقتهم الإيجابية وبث المشاعر الحانية والدافئة والروح المعنوية العالية، لأن من شأن ذلك أن يزيل توترهم ويساعدهم على الحفظ والمتابعة وتقديم الامتحانات وتحقيق أفضل النتائج.