الأجزاء بين الضرورة والترف

الثورة _ فؤاد مسعد:
يبدو أن بوادر الموسم الدرامي القادم بدأت تتضح معالمها الأولية باكراً متمثلةً بأجزاء قادمة لعدد من المسلسلات التي عرضت في الموسم الأخير ، فبالإضافة لما نضح من أخبار عن أجزاء لمسلسلات تنضوي تحت إطار البيئة الشامية بما فيها الجزء الثالث من (حارة القبة) الذي تم تصويره ، والسعي لإنجاز الجزأين الثالث عشر والرابع عشر من (باب الحارة) واللذين بات نص كل منهما جاهزاً للتصوير وفقاً إلى تصريحات سابقة للكاتب مروان قاووق ، هناك أيضاً الجزء الثاني المؤجل من (مقابلة مع السيد آدم) ، ناهيك عن أعمال أخرى قد نُفاجأ بأجزاء جديدة لها .
تستوجب هذه البوادر الأولية إثارة مجموعة من التساؤلات : فما الذي يحكم آلية اتخاذ قرار إنجاز جزء جديد لعمل درامي ؟ وهل كل مسلسل حقق نجاحاً أو لم يحققه يستحق جلدنا بأجزاء أخرى ؟ لماذا لا يكتفي صنّاع العمل بنجاح مُنتجهم ويفضلون الذهاب باتجاه استثمار واجترار ما حقق من جماهيرية ؟ هل شحت الأقلام ولم يعد هناك من أفكار تحمل طزاجتها وجماليتها ودفقها بعيداً عن حياكة قصص على أرضية نسيج سابق ؟ هل تمنح أجزاء المسلسل ألقاً جديداً له أم تخطف ألقاً سبق وحققه ؟ وأين الجمهور من ذلك كله ؟.. وإن سلّمنا أن هناك أعمالاً تحتمل أجزاء أخرى فمن المؤكد أن هناك أعمالاً أخرى أرهق منها الجمهور ولا تستحق كل هذا الشط والمط لأنها أصلاً تعاني من الترهل وكأنها عجوز يسير على عكاز ، وما يحدث على أرض الواقع أنه يضيع الحابل بالنابل وتجيّر سمة الأجزاء من ضرورة في عدد قليل جداً من الأعمال لتصبح ضرورة غير ملحة في عدد ليس بقليل منها .
المصيبة أن بعض المنتجين يتكئون على نجاحات سابقة لأعمال يعتقدون أنها كالدجاجة التي عليها أن تقدم لهم في كل موسم درامي ثلاثين حلقة ، ضاربين بعرض الحائط ما تنطوي عليه هذه الخطوة من محاذير ومخاطر ، بما فيها الاضطرار أحياناً إلى تغيير ممثلين مما يؤثر سلباً على آلية التلقي ، والأمر نفسه ينجر إلى أماكن التصوير خاصة الأماكن الثابتة منها والتي قد لا يستطيع فريق العمل التصوير فيها مجدداً لسبب أو لآخر ، والطامة أن بعض المنتجين يظنون أن المشاهد يتصف بذاكرة فولاذية وعليه تذكر أحداث الأجزاء السابقة من سنة لأخرى كي يستطيع متابعة الأجزاء اللاحقة ، ولكن إن اتصف بذاكرة وقّادة فهل تسعفه في أجزاء المسلسلات كلها ؟.. وضمن هذا الإطار لا بد من التنويه أن السلاسل الدرامية والمسلسلات الفصلية التي تُنجز عبر (موسم أول وثانٍ وثالث ..) هي أصلاً تنتمي لهذا النمط من التعاطي ضمن هيكلية بنائها وآلية تنفيذها ، وليست أجزاء طارئة يعتمد قرار إنجازها على مدى جماهيرية عمل أو رضا المحطات عليه .
باتت هناك شروط مختلفة تتكرس رويداً رويداً ضمن آليات العملية الإنتاجية ، فالقطار يسير قدماً في عصر المتغيرات ، وإما أن نلحق به ونكون أحد ركابه لنعمل وفق منطق تعاطي مُغاير للسائد مع العملية الإنتاجية أو نبقى خارجاً منتظرين دون أن نتقدم قيد أنملة ، واليوم هناك استراتيجيات إنتاجية توضع في كل مكان ، ومن الضرورة بمكان وجود استراتيجية للدراما السورية وأن توضع لها الخطط ويكون لها رؤى مستقبلية ، فإما أن نكون ضمنها ونخلق استراتيجيتنا أو نبقى ضمن دكاكين مُغلقة نندب على القطار الذي سار ولم نلحق به .

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية