الثورة – هفاف ميهوب:
يانوركم، يضيٌ بكم، سماء الوطن فأرواحكم.. نجومٌ تروي أسرار، كَتبت بكم الأقدار.. معنى الوجودِ الموجود، بضميرِ الحقّ المولود، من رئةِ فجرٍ يتنفّس، فجركمُ الأنقى والأقدس.
نموتُ وتبقوا فينا، صوركم في مآقينا.. في رحمِ الأرض الطاهرة، والأرض أمٌّ متجذّرة.. في أرواح أبنائها، وأصالة تضحياتها.. لمّا صمدت، نزفت، فقدت، شهداء لابتْ ما وجدتْ.. إلا غصّة لوعتها، مثوى يضمّ فجيعتها.. يا آهتها لمّا الدم، يمتحنُ قلب الأم…
امّ السنديان وجذوره، عميقة أصيلة وتصونه.. أمّ الكرامة ترعاها، شقائقُ نعمان هواها.. أم الرياحين السورية، والياسمينة الأبديّة.. أمّ الزيتون باركهُ، شجرهُ وقَبلهُ خالقه.. أمّ النّور ومناراتها، رجالٌ هم تضحياتها.. شيّعت الغياب بوجدانها، يا لجلالهاِ وعنفوانها..
عنفوانُ أرض الأبطال، شمخت بهذا الجلال.. بشهيدٍ هو دمعها، ينهمر من عيونها.. فاضت محبرة الدمّ، وانسكبت فيها ألم.. تتصبّر فالفقد قاتل، وبصمتِ أنينها السائل:ياولدي أينك أحضنك، أتعطّر كلّي بقامتك.. ضمّخني بكَ فإني، أنزفكَ وتنزف عنّي.. سأُبقيك الشرف يلبسه، من آمن أن حارسه.. وطن يطوف بحواسه، يستنشق عطر أنفاسه..
يا نوركم، نرنو إلى عليائكم.. نسورُ القمم، وروح القيم، نفوسُ الكرام، والعرين الحرام.. إلا على سمائه، تُردي بكم أعدائه.. أرواحكم فينا نذور، يتعمّد بها البخور.. يخنقُ أنفاس الأعادي، كلّما ارتقى ببلادي.. شهيدٌ عانقه عَلم، رتّل آيات الدم…

السابق