الثورة– سلوى إسماعيل الديب:
“هناك كتاب ومخرجون وممثلون وصحفيون يتحدثون عن المونودراما وكأن لها نظريات، ما نراه في سورية هو اجتهاد شخصي، لأن هذا الجنس الأدبي طارئ على بلادنا، وهو شكل من أشكال المسرح، ولا يوجد نظرية في المونودراما، مما دفع البعض للاستسهال المونودراما وقالوا عنها: نستطيع الكتابة والتمثيل والإخراج فيها، في الوقت التي هي من أصعب الفنون وتعتمد على ممثل واحد، مع وجود مخرج وممثل وكاتب خلاق، مع الحاجة لأموال لتقديم عرض مسرحي أهم من العروض المسرحية العادية، لأنها بحاجة للبصر وبسبب من استسهل المونودراما نجد العروض مميت”.
كان هذا محور محاضرة المخرج الممثل المسرحي “تمام العواني” من على منبر رابطة الخريجين الجامعيين في حمص، بعنوان”انطباعات حول مسرح المونودراما ” سنورد بعض ما ورد فيها:
حاول “العواني” بداية التمييز بين المونودراما والمونولوج :المونودراما هي مسرحية الممثل الواحد أي أن يكون الممثل مسؤول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها جنباً إلى جنب مع عناصر المسرحية الأخرى، أما المونولوج الدرامي هو أي حديث توجهه شخصية لشخصية أخرى في المسرحية ، بينما المناجاة نوع من المونولوج الذي يقوله الممثل للجمهور مباشرة..
وتناول نشأة المونودراما ومراحل تطورها، ثم تناول إشكالية الوحدانية في المونودراما
حيث موضوعاتها مأساوية الطابع ناتجة عن تجربة ذاتية مريرة، ويكون الزمن فيها ملحمي البعد ويكون للزمن الحاضر النصيب الأكبر ، ويمكن أن تختلط المستويات دون تسلسل منطقي، ويكون المكان متعدد المستويات حيث تستحضر الشخصية الوحيدة ملامح الأمكنة خلال عملية التداعيات الفكرية، أما لغة الحوار في النص فتميل للسرد وصيغة الفعل الماضي ، ويعتمد النص على شخصية واحدة يكون حضورها فعلياً..
ويحتاج نص المونودراما كاتبا واسع الخيال وصاحب رؤية تمكنه من ضبط السرد والترهل بكتابة هذا النوع من الفن، وكاتبا متمكنا من تصعيد الحالة الدرامية بشخصية واحدة على الخشبة، ويجب أن يمتلك المخرج قدرات خاصة، فهو يتعامل مع نص مختلف، ومطلوب منه أن يمتلك قدرات خاصة ، ومطلوب منه أن يمتلك أدوات إخراجية لصياغة رؤية بصرية يقدم فرجة مسرحية مدهشة ، تقلل من رتابة المونودراما وحوارها السردي..
أما الممثل المسرحي فيجب أن يمتلك ميزات خاصة، وأدوات خاصة ، فالممثل المسرحي هو الوسيط بين النص و الجمهور ، وهو الذي يحمل دلالات النص ورسالته..
وأخيراً: حصل الفنان “تمام العواني” على جائزة أفضل ممثل ثلاث مرات، له أكثر من ستة أعمال مسرحية في مسرح المونو دراما، وعضو نقابة الفنانين، ممثل ومخرج مسرحي، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ورئيس نادي دوحة الميماس، وشارك في مهرجان المسرح العربي في القاهرة ومهرجان الفجيرة الدولي للمونو دراما في الإمارات العربية المتحدة.
السابق