الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
لأول مرة في حمص يطلق مشروع مدى الثقافي مبادرة بعنوان “ملتقى مدانا ألوان ١ للفن التشكيلي” في وسط المدينة قرب الساعة الجديدة، يشير مدير مشروع مدى الثقافي “رامز حسين” لمشاركة 24 فنانا بين فنانين محترفين ومواهب، تتراوح أعمار المشاركين بين ثمان سنوات وما فوق السبعين، يستمر الملتقى لمدة أربعة أيام، وقد وضعوا دعوة عامة لمشاركة المهتمين الذين يمتلكون موهبة في الملتقى، وتم اختيار وسط المدينة كونه عامل جذب ولفت نظر الناس للتركيز على الفن، بمحاولة لتكون المسافة قريبة بين الفنانين و الناس ، وأكد بأنه تتم دراسة إمكانية إقامة ملتقيات أخرى في أماكن أو حدائق أخرى ، أو خارج المدينة ..
وأن اللوحات التي سيتم رسمها، ستنقل فورا إلى المركز الثقافي للمشاركة في معرض مواهب المقام في الشهر القادم، تتباين المشاركات من حيث المستوى بين الفنان المحترف والطفل المشارك، وأكد بأنه سيكون مشاركون من الأطفال في يوم غد، بمحاولة لعيش التجربة في الشارع..
أما مدير الفن التشكيلي في مشروع مدى ومنظم الملتقى “فريد وسوف” فيشير لتعدد المدارس وطغيان المدرسة التجريدية والواقعية على المشاركات، حيث يقوم المشاركون بأخذ لقطات من الواقع المحيط كالسينما والمتحف والحديقة المحيطة، وبرغم تجمهر الناس حولهم لاستكشاف ما يقومون به، يركز الفنان على لوحته ويتجرد من الواقع، وأن الهدف من المبادرة تشجيع من لديه ميول للتجريب، وأنه قد رأى نظرة الاستغراب في عيون الناس عند وصولهم إلى الحديقة مع أدواتهم..
وأشارت الفنانة ” رشا حيدر” بأن فكرة الرسم في الطبيعة جذبتها بعيداً عن الجدران المنزلية، وكونها تجربتها الأولى شعرت بالتشويش والصعوبة بسبب وجود الناس..
أما الفنانة “سمر الدروبي” فأكدت بأنها ظاهرة حضارية، مشاركة بلوحة تجريدية لمدينة حمص، جسدت فيها الساعة والأمل والبنية المائلة كتعبير عن الميلان في النفوس خلال الحرب، ومحاولتهم كفنانين تجديد الأمل، ورسمت الطيور كإشارة لمن تركوا البلاد ودعوة لعودتهم لإعادة الإعمار، وأكدت دور هكذا مبادرات في التطوير والتقديم..
أما الفنان “محمد علي” فأحب المشاركة كونها تعبر عن جو حمص الفني وهي محاولة لتجديد الحركة الفنية ، التي اندثرت خلال سنين الحرب، وكانت مشاركته بلوحة توثق المنازل الطينية في قرية “تل شنان” التي تلاشت وحل مكانها الأبنية الاسمنتية وقد غلب على اللوحة اللون البني ..
وكان للفنان “رامي درويش” مشاركة وهو الصديق لفريق مدى بسكتش على أوراق دفتره، حيث ترك أدواته لإحدى طالباته، وأشار لأهمية الملتقى لتعريف الناس بالفن ، وإن رسالة الفنان هي بث الجمال، وهي طريقة مباشرة للتواصل مع الناس الذين يحيطون بالفنانين، والسعادة بادية على وجوههم، وأشار لتعود الناس على رؤية هكذا ملتقيات في دمشق، وأن الفكرة من الملتقى كسر حاجز الخجل بين الفنان والجمهور..
أما الفنان عدنان المحمد فقال بأنه كان بالأمس ذكرى اغتصاب القدس وإنه شارك بلوحة تعبر عن الحزن فيقوم برسم السيد المسيح ينزل من السماء وتحتضنه والدته كرمز للألم..
ورسم “حمدي سليمان” لوحة واقعية ينبعث الأمل منها بألوان زيتية على القماش تمثل طفلا يزرع غرسة..
أما طالبة الهندسة المعمارية “لارا الراعي” فشاركت بلوحة واقعية رسمت السينما والحديقة و عبرت عن سعادتها بهذه المشاركة.
ومن المشاركين المهندسة “صوفي شاهين” أشارت بأن الملتقى يعبر عن انتصار سورية على الإرهاب وبأننا باقون ، وأن هكذا ملتقيات تساهم في صقل موهبتها..