لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني ونظام أردوغان أنها سياسة عمودها الفقري الإرهاب ونشر الفوضى بأشكال متعددة، وفي مقدمتها دعم العصابات والتنظيمات الإرهابية التي تم تصنيعها بأسماء متعددة من أجل تضليل الرأي العام الدولي ومحاولة شرعنة أعمالها الإجرامية في سورية ولاسيما بعد أن فشلت على مدى أكثر من عشر سنوات من العدوان على سورية في تحقيق أجندتها الاستعمارية، وفي مقدمتها إخضاع الشعب السوري للإملاءات الاستعمارية وتفتيت سورية.
جديد الأعمال الأميركية الداعمة للتنظيمات الانفصالية والإرهابية محاولة جمع نحو خمسة مليارات دولار من خلال عقد مؤتمر بروكسل بنسخته السادسة لما يسمى المانحين، وذلك لتقديم هذه الأموال للعناصر الإرهابية وعائلاتهم تحت مسمى مساعدات للشعب السوري، وهي في الحقيقة أموال لتشجيع الإرهابيين على الإمعان في إرهابهم وتشريد السكان الآمنين من قراهم وأراضيهم ما يعني الامعان في محاولة تجويع السوريين الرافضين لوجود الاحتلال على الأراضي السورية، وكذلك من الأعمال الإرهابية اتخاذ الإدارة الأميركية قرارات جائرة بفرض عقوبات اقتصادية جائرة على السوريين واستثنت من ذلك الميلشيات الانفصالية التي تنفذ الأجندة الأميركية في الشمال السوري، وهذا يشير بوضوح إلى النفاق الأميركي فيما يتعلق بمساعدة السوريين، حيث الأصل مساعدات لزيادة جرعة الإرهاب في سورية وإطالة أمد الأزمة والعدوان.
ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من أعمال إجرامية وارتكاب المجازر والجرائم يأتي بالتنسيق مع نظام أردوغان الإخواني الإرهابي، حيث قامت العصابات التي تأتمر بأوامر الاستخبارات التركية باستهداف مبيت لقوات الدفاع المدني في ريف حلب الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من السوريين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الشراكة الأميركية الأردوغانية في سفك الدم السوري ونشر الإرهاب وشن العدوان على الشعب السوري.
الإجرام الأميركي الأردوغاني جاء متناغماً مع الإرهاب الإسرائيلي وفي ذات الفترة ليشكلوا بذلك ثالوث الإرهاب ونشر الفوضى متوهمين أن ذلك يمكن أن يحقق لهم أوهامهم، ولكن نذكرهم بأنهم واهمون وحالمون لأن هذه الأعمال الإجرامية وسياسة التضليل والعدوان لن تغير في قواعد الاشتباك وإرادة السوريين في مواصلة الحرب على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار سورية، وكذلك التصميم على تطهير كل شبر من أرض سورية الحبيبة بكل الوسائل المتاحة والممكنة.