الثورة- هفاف ميهوب:
في هذا الزمن الذي لعبت فيه التكنولوجيا دوراً كبيراً في تخريب وتدمير كلّ مقومات حياتنا، لم يعد من الصعب معرفة ما يريد عالم الاجتماع الفرنسي “أنطونيو كازيللي” أن يقوله “في انتظار الروبوت”.. ذلك أن إشارته إلى أن الأيادي الخفيّة في العمل الرقمي، هي من سيدمّر البشرية، باتت أمراً مؤكّداً لدى كلّ من شهد كيف اخترقت العولمة حتى خصوصيّته، مثلما بات مؤكّداً، بأن “الآلات ما هي إلا بشر، يقومون بعمليات حسابية”..
حتماً نعرف هذا، ونعرف ماعرفه “كازيللي” بعد دخوله إلى كواليس التقدّم المُرعب للذكاء الاصطناعي، بل والتأثير القاتل الذي يمارسه هذا الذكاء على مختلف أشكال العمل البشري، وعبر جيشٍ من المأجورين الذين يروا كلّ شيء، لكن لا أحد منهم مرئي..
نعرف كل هذا، فنتساءل كما “كازيللي”: ما السبيل الذي ينبغي أن نسلكه لنصل إلى إنترنت قائم على البشر، يروّج لمبادئ العدالة الاجتماعية والاقتصاد الاجتماعي التضامني؟..
لا شك أنه السؤال الذي شغل بال العالم بأكمله في هذا الزمن، لاسيما أساتذة التكنولوجيا والعولمة.. أساتذة مثل “ماركو يانسيتي”.. البروفسور في علم الابتكار والتكنولوجيا، والذي تساءل أيضاً عبر كتابه “التنافس في عصر الذكاء الاصطناعي”: كيف يمكن أن تستعد الشركات والأفراد لعصر الذكاء الاصطناعي، حيث ستدخل الروبوتات إلى مقرات الشركات، وتعمل جنباً إلى جنب مع الإنسان. ما هي التهديدات التي تواجه الشركات في هذه المرحلة، وكيف يجب أن تستعد لها؟ وما هو شكل المنافسة في مرحلة الذكاء الآلي؟..
باختصار: المهم فيما تناوله علماء التطور والتكنولوجيا، إيجاد الأرضية الأخلاقية المشتركة في تعامل البشر مع الروبوتات الذكية مستقبلًا..
ياترى، هل بالإمكان إيجاد هكذا أرضية؟!!! ألا يتعلّق الأمر هنا بأخلاقية الإنسان الذي يصنع ويطور، وبالتالي يبني أو يدمّر؟!!!